تناولت في هذه الزاوية قضايا صحية عديدة في الأعداد السابقة ونشرت الصحف قضايا فساد، عن شركات أدوية وتشغيل لها علاقة بالتعامل مع الصحة، والفساد هنا سبب كبير ورئيس للتردي العام في صحة البلد ووصولها إلى مرحلة خطرة تنذر بالانهيار. حال أهم وزارة في البلد لا يسر ويقلق معاً، ما يجعلني أكرر الأسئلة باتجاه معالي الوزير الذي إن لم يكن رصد بنفسه العديد من الأخطاء والمخالفات في كل مكان، فإنه يقرأ أو هناك من يقرأ له ويتابع ما ينشر في الصحف والمواقع، وأريد أن أسأل معاليه: لماذا لم تبدأ في اتخاذ إجراءات شاملة تجاه الوضع الصحي في المملكة، كأن يتم فتح ملف التعاقدات الطبية ومراجعته بدقة وحصر الخلل والتجاوزات؟ ولماذا إذا تغير شيء ما، فهو استبدال مدير جديد لهذا المستشفى أو ذاك بالذي قبله؟ أو تغيير مديري العموم كما حدث أخيراً في أربع مناطق؟ أليس هذا علاج سطحي لا يداوي عمق الجرح الكبير والخطير؟ لا أدري حقيقة إن كان معاليه يعلم بالضحايا الذين تمتلىء بهم المقابر وتحبسهم الغرف الضيقة في أركان الحزن والكآبة بعد أن أصيبوا بالعجز الأبدي عن ممارسة حياتهم كبقية الناس الأسوياء؟ ربما لهذا السبب يهرب (العليلون) من علية القوم والقادرين إلى الخارج «ويا روح ما بعدك روح»! ومرة أخرى أسأل: ماذا تنتظر وزارة الصحة ليحدث أكثر حتى تباشر مسؤولياتها للتخفيف من هذا المسلسل الكارثي الطويل؟ وكما قلت من قبل لن نطلب من الوزير أن يستقيل، لأنه لا وزير أو مسؤول يستقيل في العالم العربي! حسب تعبير الفنان حسين فهمي، كما أن استقالته لن تعيد صحة البشر التي ذهبت قرباناً للإهمال والفوضى واللامبالاة ولن ترجع الحقوق الضائعة لآلاف الناس، إنما من حقنا على المسؤول الأول عن صحة البلد، وهذا الكلام أقوله للمرة الألف، أن نطالبه بالالتفات لمصالح الناس ومستقبل صحتهم، وذلك بخروجه إلينا بكل شجاعة كي يجيب على أسئلتنا، ولماذا يجري ما يجري من استهتار بصحة الناس، وماذا فعلوا في الوزارة لتغيير الوضع؟ ولماذا يقفون عاجزين عن التدخل بإجراءات سريعة وحاسمة وحازمة تحمي حياة الناس وصحتهم وعافيتهم وجيوبهم؟!