* اثنان من القرارات التي تُصنَّف بأنها تاريخية، شهدها الوسط الرياضي السعودي في الأيام القليلة الماضية، والتي يأمل كافة الرياضيون بأن تستثمر كما يجب، وأن نجني ثمارها في المستقبل القريب القادم. * القرار الأول يتعلق بنهاية حقبة زمنية طويلة على مستوى القيادات في الرئاسة العامة، بعد أن ترجل مشكورين جيل أعطى الكثير، وتركوا الفرصة لكوادر شابة -بعون الله- ستكمل المسيرة بفكر حديث متطوّر، يحقق رغبات جميع المهتمين بالرياضة السعودية. * أمّا القرار الثاني فهذا لب الموضوع، وحديث الساعة، وهو تداعيات لقاء منتخبنا المصنّف عالميًّا في الترتيب 105 أمام المنتخب الإسباني الأول على العالم في المستوى والبطولات، فلقد أحسن القائمون على المنتخب عندما نجحوا في إقامة هذه المباراة، وحوّلوا الحلم إلى حقيقة باللعب أمام بطل العالم.. فكما هو معلوم فإن منتخبنا في هذه المرحلة من مسيرته يحتاج إلى خوض مثل هذه اللقاءات القوية، التي تعطي اللاعب السعودي فرصة الاحتكاك المباشر مع أقوى المنتخبات.. أمّا البحث عن النتيجة أمام فريق بطل كالمنتخب الإسباني فهو عبث، وقلة وعي، وتجاهل لهدف أكبر وأسمى، وهو زرع الثقة في نفوس لاعبينا. * لنعود بالذاكرة إلى الخلف قليلاً ونتذكر نتيجة لقاء منتخبنا في كأس العالم مع المنتخب الإسباني، لقد انتهت بالتعادل بهدف لهدف، بينما تلقت شباكنا خمسة أهداف في المباراة الأخيرة، وبتحليل بسيط وموضوعي نجد إجابة شافية لهذا التباين. فبينما كان منتخبنا في كأس العالم في قمة نضوجه وتوهجه، كان المنتخب الإسباني في مرحلة إعادة بناء وتجديد، شملت التخلص من أسماء قديمة، وتقديم أخرى جديدة، وصلت الآن إلى أعلى درجات التفوّق، ليس علينا فقط، بل على كل منتخبات العالم، وعلى العكس تمامًا فإن منتخبنا الآن في طور الإعداد، وتغيير الجلد. ومثل هذه الحقيقة عاشتها كل منتخبات العالم. ولا ننسى أننا كنا نفوز على اليابان، وكوريا، وعمان، وقطر، والإمارات على سبيل المثال بالخمسة وأكثر، والآن هم يتفوّقون علينا في المستوى والتصنيف.. ومع إيماننا بهذا المنطق فإن أخضرنا سيستعيد هيبته عاجلاً أو آجلاً، شرط أن نقدّم له كل الوسائل المساعدة، وفي مقدمتها الصبر والتأنّي، وتحليل الأمور بعقلانية وحكمة. * خلاصة القول: أتمنى من القائمين على شؤون المنتخب عدم الالتفاف إلى كلام المنتقدين لمجرد النقد، فالاستماع إلى آرائهم، والوقوف أمامها مضيعة للوقت، تضر الكرة السعودية ولا تنفعها، وقد يأتي النجاح صدفة، أمّا الفشل فله أسباب عديدة، وفي مقدمتها النقد الهدام البعيد عن المنطق والواقعية. [email protected]