قال فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالمسجد الحرام : « إن الحق والحكمة ضالة كل مؤمن منصف عدل مؤمن بخالقه ومولاه يلتمس رضى الله لا رضى خلقه ويهتدي بهدي الحكيم العليم واللطيف الخبير لأنه سبحانه وحده الذي يهدي إلى الحق، وأن معيار الحق والعدل عند هذا المؤمن الصادق وضابط الإتباع والانقياد عنده قول الله سبحانه ( ربنا آمنّا بما أنزلت واتّبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين )» .وقال:» لقد ظنّ بعض من لا علم عندهم أن الكثرة هي معيار الحق والصواب وأن القلّة هي معيار الخطأ و العدول عن الصواب وهذا ظنّ مغلوط لا برهان لصاحبه عند ربه لأن الحق وإن قلّ تابعوه فهو كثير ببراهينه وحججه لا بأتباعه ولا تزيده الكثرة حقًا ولا تنقصه القلّة عن هذا الحق مثقال ذرة لأن الحق لا يوزن بالناس وإنما يوزن الناس بالحق . وأضاف فضيلته يقول: « وإن من المؤسف حقاً أن تكون حجة كل مقصّر مفرّط في جنب الله هي أن أكثر الناس يفعلون كذا أو يقولون كذا أو يعتقدون كذا، معيارهم الوحيد هو ما يفعله الكثرة الكاثرة من الناس لا ما هو الحق و الدليل وهذه حجة فرعونية قد أبطلها الله سبحانه في ذكر حوار موسى مع فرعون حينما دعاه إلى توحيد خالقه « . وخلص فضيلته إلى أن الكثرة ليست هي المقياس للحقيقة وليست هي الوسيلة لإعطاء المرء قيمته المعنوية و الإيمانية وفي الوقت نفسه قد تحمد الكثرة حينما لا تتجاوز حدودها المعتبرة شرعا وربما وافقت الهدف المنشود كما في ثناء الباري سبحانه وتعالى على من ينفقون أموالاً كثيرة في سبيل الله . - وفي المدينةالمنورة أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينةالمنورة الشيخ عبدالمحسن القاسم المسلمين بتقوى الله حق التقوى، قائلاً: إن تقوى الله تستجلب بها النعم وبالبعد عنها تكون النقم. وقال فضيلته : « إن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق لعبادته وحده بإخلاص الأعمال له،وامتثال أوامره واجتناب نواهيه وأداء حقوق عباده وإقامة العدل بينهم والإحسان إليهم والنهي عن ظلمهم أوالبغي عليهم «، منبها إلى أن سنته تعالى فيمن عصى وطغى من الأمم الخالية والحاضرة والآتية لا تتحول ولا تتبدل ومستشهدا بقول الله تبارك وتعالى « سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا « . وأورد فضيلته أمثلة عن أخبار أمم جاء ذكرها في القرآن الكريم كانت غاية في القوة والاستكبار والبطش والظلم، كما قابلوا نعم الله التي أنعم بها عليهم بالجحود والنكران وعبادة الأصنام، لافتا إلى أن المولى العلي القدير يملي للظالم ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر . وقال الشيخ القاسم : « إن الله تعالى قوي لايقهر عزيز لايغلب وأن القوة له جميعا وأنه سبحانه وتعالى سيكون للظالم بالمرصاد لايغفل عنه بل يستدرجه ثم يهلكه، وأنه جلّ شأنه لا يتخلف أبداً عن نصرة المؤمنين .