أثارت واقعة قيام عمال إحدى شركات المياه بتعبئة عبوات الشركة الرسمية بمياه «سبيل عام « مخاوف المواطنين والمقيمين بالمدينةالمنورة من احتمالات غش المياه وعدم مطابقتها للمواصفات القياسية مما ينتج عنها أمراض خطيرة تصيب المستهلكين . وطمأن مدير فرع وزارة التجارة بالمدينةالمنورة خالد قمقمجي المواطنين والمقيمين والزوار بسلامة مياه الشرب المعبأة ، نافيا تسجيل اية محاولات غش للمياه بالمنطقة ،وذلك على خلفية رصد عدسة «المدينة» سيارة نقل تابعة لإحدى شركات المياه المعدنية الكبيرة والتي يقع مقرها الرئيسي خارج المدينةالمنورة، بقيام عمالها بتعبئة عبوات الشركة الرسمية بمياه «سبيل عام «يقع على أحد أكبر شوارع المدينة . وأكد قمقمجي أن الوزارة لم ترصد أي مخالفات غش من شركات المياه، وتوقع أن يكون عمال الشركة قاموا بملء تلك العبوات لاستعمالهم الشخصي وليس للاحتيال وإعادة بيعها، موضحا أنه من المستبعد القيام بذلك نظرا لأن أقل مصانع المياه إنتاجية تنتج يوميا أكثر من 500 عبوة ومن غير العملي تعبئة العبوات من» سبيل عام» لضخامة الكمية وعدم القدرة علي استيعابها. و أشار قمقمجي إلى أن مصانع المياه تخضع لرقابة وإشراف وزارة التجارة والصناعة، بالإضافة للجنة مشكلة من الأمانة والأمارة ووزارة التجارة والصناعة ووزارة الزراعة، حيث تقوم بأخذ عينات عشوائية وتقوم بتحليلها في المختبرات التابعة لها، بالإضافة لإرسال بعض العينات لهيئة الغذاء والدواء من اجل التأكد من مكوناتها ومطابقتها للمواصفات. وعن الإجراءات المتبعة في حالة وجود مخالفات غش تجاري للمياه ، أشار قمقمجي أن وزارة التجارة والصناعة تقوم بالتحقيق مع الجهة المخالفة ويتم تحويل نتائج التحقيق بعد تحليل المياه والتثبت من عدم مطابقتها للمواصفات لهيئة التحقيق والادعاء العام ، وإذا تأكد لها وجود مخالفة يتم تحويل القضية إلي ديوان المظالم. وأوضح قمقمجي بأن دور وزارة التجارة والصناعة يقتصر علي الضبط والتحقيق المبدئي وفق نظام الغش التجاري ثم ترسل نتيجة التحقيق مدعومة بالأدلة والقرائن إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، مضيفا أن الوزارة لا يوجد في نظامها فرض عقوبات وتطبيقها، وأن البعض يظن بأنها تصدر العقوبات بينما دورها يقتصر فقط على الرقابة للمخالفات وضبطها وتحويلها للجهات المختصة. من جانبه أكد مندوب شركة المياه بأن عملية تعبئة عبوات الشركة من «سبيل عام « لاستعمال العمال الشخصي وأنه تم خلال عودتهم لمقر سكنهم، وأكد استحالة احتيال العمال بإعادة تعبئة عبوات المياه لبيعها مرة أخرى نظرا للاحتياطات الكثيرة التي تتخذها الشركة خلال عمليات التعبئة لضمان عدم التلاعب والغش. وأشار إلى أن العبوات الكبيرة المخصصة للبرادات المنزلية يتم إغلاقها بغطاء بلاستيكي مميز عن طريق الكبس، ثم يغلف الغطاء بورقة شفافة بلاستيكية زيادة في الأمان، وهو أمر معروف لجميع زبائن الشركة. وأضاف مندوب الشركة بأن آلة الكبس غير موجودة في فرع الشركة بالمدينة مشيرا إلى أن عبوات المياه تأتي مغلفة من مصدرها الرئيسي في مدينة أخرى، وتكون في صناديقها الكرتونية على «طبليات «مغلفة بالبلاستيك ولا يتم صرفها للعمال إلى بإذن من الإدارة وبمعرفتها، وبذلك يستحيل علي أي كان أن يعيد تعبئتها مرة أخرى. ودعا المندوب من «المدينة» زيارة فرع الشركة والمستودع للاطلاع على سير العمل والتحقق من عدم وجود أي مكابس، وقال بأنه تم التنبيه علي العمال ولفت نظرهم لعدم تكرار هذا الأمر حتى لا يثيروا الشكوك من قبل الناس الذين لا يعرفون تفاصيل التصنيع والعمل في الشركة،وقد يضرّون بسمعة الشركة.