شهدت أحياء في دمشق أمس اشتباكات بين القوات النظامية والمعارضة المسلحة، فيما حث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دول الغرب على «إعادة تقييم» موقفها بشأن سوريا وضمان سلامة قيادتها الحالية في أي عملية انتقال للسلطة. فيما، أعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في لندن انه «على اتفاق تام» مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بهدف «تسريع العملية السياسية الانتقالية» في سوريا. وقال هولاند والى جانبه مضيفه البريطاني ان «ديفيد كاميرون وانا شخصيا على اتفاق تام: ينبغي ان نسرع العملية الانتقالية السياسية» و»مساعدة المعارضة على تشكيل حكومة». واضاف هولاند «لدينا مهمة لمساعدة المعارضة السورية بأي طريقة ممكنة». وتساءل الرئيس الروسي في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» التلفزيونية، «لماذا يتعين على روسيا وحدها أن تعمد إلى إعادة تقييم موقفها؟ ربما يتعين على شركائنا في المفاوضات أن يعيدوا تقييم موقفهم»، مضيفًا أنه يتوجب على الأطراف ضمان أمن جميع المشاركين في العملية السياسية المحلية في سوريا. وجعل بوتين سلامة المفاوضين عن النظام السوري وكذلك أيضًا القيادة السورية شرطًا مسبقًا لأي عملية انتقالية، ولكن من دون أن يشير مباشرة إلى الرئيس السوري بشار الأسد. وقال: «بالنسبة إلينا الأهم هو إنهاء العنف وإرغام كل أطراف النزاع على الجلوس إلى مائدة المفاوضات وتقرير مصير وضمان أمن كل المشاركين في العملية السياسية المحلية». وأضاف: «فقط عندها يمكن المضي قدمًا إلى الخطوات العملية بشأن تنظيم البلد من الداخل». ورفض الرئيس الروسي الاتهامات التي توجه إلى بلاده بشأن تأمينها مظلة للرئيس السوري من خلال استخدامها، مع الصين، حق الفيتو 3 مرات في مجلس الأمن الدولي لمنع صدور قرارات تدين نظامه أو تهدده بعقوبات. ميدانيًا، قتل منذ فجر أمس 18 شخصًا في أعمال عنف متفرقة في سوريا، هم 7 مدنيين و7 مقاتلين مناهضين للنظام و4 عسكريين نظاميين، غداة يوم دامٍ جديد قتل فيه 176 شخصًا بينهم نحو 40 في حلب (شمال) وحدها، وفقًا لأرقام المرصد السوري لحقوق الإنسان. وذكر المرصد في بيان: «إن اشتباكات دارت بين القوات النظامية والقوى المعارضة المسلحة في حي القدم في جنوب العاصمة». وقال: «إن مدنيين قتلا في الحي بعدما خطفا وأعدما ميدانيًا، مشيرًا كذلك إلى تعرض حيي القدم والعسالي للقصف». من جهتها، أعلنت لجان التنسيق المحلية في بيان أن حي العسالي يتعرض للقصف «من الدبابات المتمركزة أمام قسم الشرطة في حي القدم». وأكدت الهيئة العامة للثورة السورية: «إن دبابات قوات النظام التمركزة بالقرب من قسم شرطة القدم تقصف حي العسالي وحي المادنية بالقذائف الثقيلة»، متحدثة كذلك عن «قصف عنيف» يطال حي القدم. وفي وقت سابق، أعلن المرصد أن «اشتباكات عنيفة» دارت بين القوات النظامية والقوى المعارضة المسلحة عند حاجز للقوات النظامية بالقرب من أحد بوابات مقام السيدة زينب بريف دمشق».