أعاني من اكتئاب شديد وأنا حامل في الشهر الثاني، وأشعر بملل من الحياة، رغم أنني أعمل في البيت وفي الدوام وبدأت أخشى أن يؤثر ذلك على حياتي الزوجية واستقرار بيتي وعلاقاتي بمن هم حولي.. أرشدوني ماذا أفعل؟ هناء - ينبع تجيب عن التساؤل اختصاصية علم النفس التربوي الدكتورة عبلة جمعة، فتقول: «إن كانت لديك مشاعر اكتئاب قبل الحمل، فمن الممكن أنك كنت تعانين من هذا الاضطراب قبلا، وعندما حملت ظهرت العوارض أكثر وضوحًا، فإن كان هذا حملك الأول، وكنت غير مهيئة للمشاعر والعوارض التي تنتاب الحامل، من الممكن قراءة بعض الكتب لتتعرفي على التغيرات الجسدية والنفسية خلال الحمل. وإن كنت غير سعيدة في زواجك، وتشوب العلاقة بينك وبين زوجك بعض الشوائب، عليك العمل على حلها، حتى لا تنعكس على استقبال المولود فيما بعد، وبالتالي على علاقتك به وبتربيته. وفي حال كنت تخافين على قوامك، يمكن استشارة مدربة رياضة لتعلم بعض التمارين للمحافظة على الرشاقة، وهذه التمارين قد تساعد أيضًا في تسهيل عملية الولادة، حتى إن بعض المستوصفات والمستشفيات تقدم دورات تدريبية للحوامل لتسهيل عملية الولادة ويمكن الالتحاق بها. ولو كنتي تخافين الآلام فيمكن مراجعة الطبيبة المختصة؛ لتستعلمي عن الأساليب المعتمدة للتخفيف من الآلام، والحمد لله التطورات الطبية متقدمة جدًا. وإن كنت تخافين المسؤولية والعناية بالأطفال، فعليك بقراءة عدد من الكتيبات والمراجع التي تساعد في تحضيرك نفسيًا وتربويًا لاستقبال الوليد، ومن المؤكد أنك تستطيعين التواصل مع والدتك أو والدة زوجك، أو إحدى المقربات إليك لتساعدك بإسداء النصائح. وإن كان سبب الاكتئاب غير الأسباب التي ذكرت، فابحثي عنها، حدديها بوضوح واعملي على معالجتها، اليوم قبل الغد. فراجعي نفسك، وحددي الأسباب التي تقلقك، وحاولي إيجاد الحلول العملية لها، لا تستسلمي لهذه المشاعر، حتى لا تؤثر على الجنين وهو في رحمك، فقد أصبح من المؤكد بأن الجنين يتأثر تأثيرًا مباشرًا بالحالة النفسية والصحية التي تعاني منها الحامل، ويحمل تبعات هذه التأثيرات بعد الولادة.. لذا ننصح بأن تبادري إلى مراجعة نفسك مراجعة صريحة، والعمل على حل المشكل الأساس الذي تعانين منه. عزيزتي المعرفة أساس، وتساهم مساهمة مباشرة في التخفيف من كل العوارض النفسية التي تعانين منه.