قلل عدد من خبراء الشؤون الإيرانية والدبلوماسيين في مصر من فرص إسهام قمة عدم الانحياز التي تعقد اليوم «الخميس» في طهران في حل الأزمة السورية. وأشاروا إلى أن إيران تحاول اختطافها وتجييرها لصالح بقاء نظام بشار، وإنقاذه من السقوط الوشيك. وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق أحمد أبو الخير «إن قمة عدم الانحياز التي تستضيفها طهران لا ينتظر منها حلًا لإنقاذ الشعب السوري، مشيرًا إلى أن طهران لا يمكنها أن تلعب دور الوسيط النزيه في القمة؛ بسبب وقوفها إلى جانب الرئيس الأسد». وأضاف «إيران تتعامل مع بلاد الشام وكأنها محافظة تابعة لها، وبالتالي سوف تقف بكل قوة مع نظام بشار، منتقدًا الدعم الإيراني والروسي لدمشق، رافضًا وصف روسيا لما يحدث من جانب الشعب السوري الذي يطالب بالحرية ضد النظام بأنه إرهاب. وقال أبو الخير «إن إيران ترتكب خطأ لمراهنتها على النظام السوري وليس الشعب، ويجب أن توقن بأنه لا يمكن لنظام يقاتل شعبه أن يصمد كثيرًا، منوهًا أن التحالف القائم بين نظامي الحكم في إيران وسوريا ليس وليد اليوم، فهو يعود إلى قيام الثورة الإيرانية، التي تزامنت مع الأحداث التي شهدتها سوريا «1979-1982م» منوّهًا أن إيران اختارت دعم الأسد الابن مثلما فعلت في ثمانينيات القرن الماضي مع الأسد الأب، وبالتالي فإن قمة فى إيران من الصعب أن تقف مع الشعب ضد النظام السوري». من جانبه، أوضح الدكتور أحمد سعيد الخبير في الشؤون الإيرانية وعضو المجلس الرئاسي لحزب المصريين الأحرار أن حركة عدم الانحياز قامت على مبادئ دعم السيادة الوطنية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وعدم الهيمنة، ولكن ما سوف يحدث اليوم في طهران يختلف على ما قامت عليه أسس الحركة، متوقعًا أن القمة سوف تحاول توظيفها لصالح دعم النظام ضد الشعب السوري. وقال سعيد «إن الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي وحقن الدماء أمر واجب، ولا يمكن التعامل معه بعدم الانحياز، كما أن طهران سوف تستغل هذا المؤتمر لمصالحها الشخصية، حيث كثفت الدبلوماسية الإيرانية من تحركاتها الخارجية قبل عقد القمة بعدة أيام من أجل دعم النظام السوري خلال القمة، ودعم مصالحها الشخصية مؤكدًا أن كل المؤشرات تشير إلى أن طهران تعتزم استغلال القمة ليس فقط لبحث القضايا التي تهم دول الحركة عمومًا، وإنما لخدمة المواقف والسياسات الإيرانية، وأن القمة من المفترض أن تناقش قضايا كثيرة تهم دول الحركة، ولكن هذا لا يمكن أن يحدث من جانب طهران، مطالبًا الدول العربية المشاركة في القمة أن يكون لها صوت مسموع، ولا تنصاع وراء مطالبات طهران، وأن يكون لها مواقفها ورؤاها التي تطرحها بخصوص الأزمة السورية.