* ونحن صغار.. كانت الجدات يخوفننا ب (السعلي ).. اذا بكينا..أو(صارخنا )..قالوا «هوس « فيكم السعلي.. وإذا (عفسنا ) المكان بألعاب « الدجيرا « ..صاحوا فينا:اقعدوا..جاكم السعلي ..!! وكانت (العجيزة) الله يحسن لها الخاتمة تروي لي حكاية السعلي ..الذي طوله يتجاوز جدران بيوتنا ، ويداه تصلان أبعد( ديرة ) ، وأظافره كالشجرة ،وأسنانه تخط في الأرض..!! كي أنام..! ولاتسألوني ان كنت أنام مطمئناً أم خائفاً ..؟؟ فعلم النفس يغدو شربة على وسائد الصغار..!!! « 1 » و» ياحليل «ألعابنا زمان..! ماكنا نعرف (البلاستيشن ) ولا ( البلاك بيري ).. ماعندك الارجليك الحافيتين و» طقها « (مطامر) من جدار لجدار..! ولايردنا الا (قرمعة ) أحد الشياب على رؤوسنا اذا قطعنا (قعدتهم ) وطيحنا الدلال وكسّرنا الفناجيل..!! وياكثر ماكنا نكسر..ونطيُح..ونكبكب..؟؟! واذا ماقام الشايب بالعصا أطلقنا سيقاننا للريح ..!! « 2 » **- ماهوالسعلي ؟..لاندري .. لكنه ارتبط في عقولنا الصغيرة انه شيء عجيب وغريب .. هل هوحقيقة ؟ ..هل هو خيال ؟.. لم نكن -كصغار-تستوعب أذهاننا مثل هذه الاسئلة.. وعندما كبرنا وكبرت معنا مفاهيمنا.. أدركنا ان (السعلي )..حقيقة وليس بحقيقة.. وخيال وليس بخيال.. انه رمزللخوف ووسيلة تهديد.. قابل ( للتطبيع ) و ( التوظيف )..في كل زمان.. ومكان..وإنسان..!! « 3 » **-جدات بغداد كن يقلن لاحفادهم .. اسكتوا ..لاترفعوا أصواتكم ..ولاتصارخوا.. .. « السعلي» لايسمعكم ..! أمهات ( حلبجة )..كن يروين لصغارهن حكاية «السعلي» ... صاحب الانياب الطويلة..الذي اشعل الارض بالخردل ..وأحرق وجوه البشر..!!! .. لكن الصغار ناموا تحت الارض وليس على الوسائد....!! وكانت حكاية الكابوس الثقيل.. الذي أحرق الاكباد..وفزّع القلوب..وأزاغ الأبصار.. وماكان امام الجدات والامهات..الاالمزيد من التسكيت والترويع لاطفالهم كي لايأكلهم «السعلي» .! ..في الصباح يكتشفون ان ( سعليهم ) مجرد جرذ يخرج من جحره.. وهم لايصدقون..!! « 4 » **-أمهات بنغازي والزنتان ومسراطا.. كن يعلمن اولادهن أربعين عاما .. حكايات الخوف ، والموت ، والطغيان.. احذروا (سعلي ) طرابلس... ادفنوا وجوهكم في الرمال.. ورؤوسكم في جدران الطين.. وحياتكم في القهر... ..(السعلي ) يقيم المجازر.. يرقص فوق المدافن الجماعية.. ..يشرب كؤوس الطلاء من دماء الابرياء.. ..سجون ..معتقلات..مؤامرات..حرمان..ذل..هوان..!! **- وحين ضاقت الارواح بحياة الجحيم.. وارادت شيئا من حياة البشر.. استطال «السعلي».. فلاحياة (لجرذان ) ..!! ..دمر..أحرق ..قتل.. لكن ارداة حياة الشعوب اقوى من رغبة السعلي في الموت.. .. ويتحول « السعلي» الى جرذ يخرج من ماصورة صرف.. ولم يكد يصد ق الليبيون .. ان سعليهم هذا هو من فعل كل هذا ..!! تماما مثل ماحدث للعراقيين من قبل ..!! «5 » **- في درعا وادلب وحمص وحماة.. كانت الامهات يحذرن الاولاد.. يوما (ما ) كان «السعلي» الاكبر أحرق مدينة ..وطواحين..وبشرا..واشجار الزيتون.. ..و (الوريث ) « سعلي» مثله.. يعشق القتل ..ويشرب الدم ..ويرقص فوق الجثث.. يحتفي بتدمير مدينة وقتل طفل مثلما يحتفي بعيد ميلاد عشيقه.!! « السعلي» استعدى في الاطفال والنساء والشيوخ.. و(الشبيحة ) يعيثون في الارواح.. وصرخة طفل ودموع أم مكلومة وارادة شعب حر..ربما تقود السعلي الى ذات الجحر.. .. يارب !!. « 6 » **- و«السعلي» ليسوا هم اولئك فحسب..!!! انك تلقاهم في كل ألوان الفساد.. « 7 » .. (السعلي ) تلقونه في كل مفاصل الحياة.. فاحذروه..