هذا عام تعليمي جديد قد أطل علينا وكل ابناء هذا الوطن يحملون الكثير من الآمال والتطلعات الجديدة والمتقادمة حول هذا النظام الذي اصبح محوراً لحديث المجالس والصحائف بين ناقد لازال يحمل الكثير من الآمال والتطلعات في المستقبل القريب والبعيد وناقم ذاق مرارة الفشل عبر مسرب من مساربه المتعددة ، ولعل الحديث عن نظام التعليم لدينا لن يكون جديداً في عرض قضاياه المختلفة كون اغلب تلك القضايا متقادمة جدا وقد أشبعت نقداً ونقلاً لكنها لم تستطع الخروج من مآزقها الإدارية والمعرفية والمهارية والفنية التي كانت ولا تزال عبر عقود مضت بالرغم من وجود بعض المحاولات التي تمت حيالها لكنها لم تحقق النجاح المأمول كون تلك المعالجات التي تمت لذلك الغرض لم تهتم بالجذور بل اقتصرت على القشور.. ولعلي هنا ومن خلال خبرتي المتقادمة ايضاً في هذا الميدان أستطيع تسليط الضوء على ابرز تلك القضايا ولنبدأ اولاً بأهم ركيزة في عناصره الرئيسة الا وهي الإدارة بما تشمله من كوادر بشرية على مختلف المستويات وأنظمة ولوائح وتجهيزات هذا العنصر الذي يعد الدينمو المحرك لبقية العناصر الأخرى فالأنظمة واللوائح التي تنطلق من السياسة التعليمية لبلادنا وضعت قبل 44 عاماً أي نصف قرن تقريباً وتحديداً بتاريخ 16/9/1389ه ولاتزال قائمة وهي مدة تكفي لطرح تساؤل كبير يتسع باتساع وطننا الكبير وهو: السنا في حاجة ماسة الى إعادة صياغة تلك السياسة بما تتضمنه من ابواب وعناصر وانظمة وبنود ولوائح وخاصة اننا نعيش عصراً يتسم بالسرعة المتناهية في التطور في مختلف المجالات ؟ فما وضع قبل عام او عامين قد لايصلح لهذا العام فكيف بنصف قرن ماعدا ماطرأ على البعض القليل من التفصيلات المحدثة التي لازالت تستند على تلك الانظمة المتقادمة مما يفقدها قيمتها الكاملة لذا نحتاج الى إعادة صياغة شاملة لتلك السياسة بما يساير عصرنا الحديث المتسارع بطبيعته . اما الكوادر الادارية على مختلف المستويات فان الامر حولها يحتاج الى وضع معايير دقيقة لاختيارها وفق طبيعة المرحلة التي تعيشها والأهداف المنوطة بالكادر نفسه حيث ان الملاحظ ان البعض من تلك الكوادر قد وقع في اخطاء لايزال نظام التعليم يشكو نتائجها حتى يومنا هذا ولازال الانفكاك منها أمرا في غاية الصعوبة والبعض الأخرمن تلك الكوادر قد جاء لبناء مجد شخصي لامجد مؤسسي مما جعل ذلك المجد ينتهي بانتهاء مدة ادارته اما البعض الاخر فقد كان ديدنه ابتكار الشعارات الفضفاضة التي تتمثل بفقاعات الصابون التي لا تلبث أن تتبخر لذا وجدنا السنين تلو السنين تمر مرور السحاب وتعليمنا يحبو في عالم شديد التسارع. اما العنصر الآخر فهو المباني والتجهيزات المدرسية ولعل هذا العنصر تحديدا يفتح باب المساءلة للكثير من الممارسات التي مر بها خلال العقود السابقة فالكثير من مبانينا المدرسية لا تزال مستأجرة من مبان سكنية لاتصلح ابداً لأن تكون ميدانا للتعليم ولا تتوفر بها ابسط المتطلبات الضرورية والبعض من مدارسنا لايزال مسائياً ونعلم ان هذا يترتب عليه الكثير من المساوئ المعرفية والمهارية والفنية على العملية التعليمية برمتها كما وان مبانينا الحكومية القائمة لاتزال ايضا تفتقد للكثير من التجهيزات الهامة كمواقع ممارسة الانشطة اللاصفية كالملاعب والورش والمعامل وان وجدت فهي غير مهيأة لذا يستوجب الأمر ان تحل هذه المعضلة الكبرى من خلال شركات كبرى متخصصة في هذا المجال كي تتولى التنفيذ الفوري لبناء مثل تلك المدارس وخاصة في الأماكن التي تتوفر بها اراضٍ حتى نخرج عن نطاق البيروقراطية المقيتة ومساراتها المتعرجة دائماً وكي تكون البيئة المدرسية بشتى المناطق مهيأة تماما بكافة التجهيزات الاساسية والضرورية لتكون محاضن للتفكير المبدع لامخابئ كالسجون كما هوحال البعض منها حالياً وحول هذا العنصر تحديداً كم اتمنى ان تقوم الدولة بدراسة اوضاع بعض المنازل في الاماكن التي لاتتوفر بها مساحات من الارض ونزع ملكيتها فورا لبناء مدارس على هيئة مجمعات مدرسية كبرى . وللحديث بقية في الاسبوع القادم بإذن الله. [email protected] www.muhammedd.com