في الوقت الذي احتفلت فيه معظم شرائح المجتمع بقدوم عيد الفطر السعيد بقيت هناك فئة غالية على قلوبنا تكابد بمشقة الهموم والأحزان؛ حيث أجبرتهم ظروفهم الصحية على عدم الاستمتاع بفرحة العيد، وهم المرضى المنومون في المستشفيات حيث تحبس الأسرة البيضاء فرحة بلوغهم العيد السعيد. ولم يخفف عن أولئك المرضى تلك الآلام إلا زيارات أقاربهم وتوافدهم إليهم لمعايدتهم ورفع معنوياتهم وإدخال الفرحة والبسمة على شفاههم. جولة ل «المدينة» «المدينة» قامت بجولة ظهر أمس على مركز النقاهة الطبي التابع لمستشفى الملك فهد بجدة والذي بدا وقد حلي بالزينة وعبارات المباركة والتقت ببعض المرضى وتحدثوا عن شعورهم وقد قضوا أول أيام العيد وهم على الأسرة البيضاء. بداية يقول الشاب عصام أحمد26 عاما والذي تعرض لحادث سير قبل خمس سنوات: «لم أكن لأعلم بدخول العيد إلا بعد أن أخبرني أحد الأطباء الذي بارك لي بالعيد السعيد، وبعد ذلك سؤال والدي عني، وتمنيت أن أقضي العيد بين أهلي وأحبابي ولكن قدر الله حال دون ذلك». فرحة ناقصة فيما وصف عبد الله الطلحي فرحة أسرته بهذا العيد بالناقصة بسبب وجود ابنه ذي الستة عشر عاما في المستشفى منذ نحو أسبوع بسبب التهابات في الأمعاء، وأضاف: «لم نشعر بطعم العيد لهذا العام، فبدلا من زيارة أماكن الترفية والتسلية صرنا نتردد لزيارة ابننا بين الفينة والأخرى لتخيف الوحدة عليه وإدخال البسمة على محياه». أما العم أحمد الحاتمي 55( عاما) فهو يعد الأيام عدا، منتظرا خروجه من المركز بعد أن يتماثل للشفاء وقال:» شاهدت في التلفزيون أن اليوم هو أول أيام عيد الفطر، وهذا عامي الخامس الذي أقضيه هنا، ولا يخفف عني هذه المعاناة سوى زيارة أولادي وإخواني لي حينا بعد آخر، وكذلك سؤال الأطباء والممرضين عني». ويضيف: «حقيقة العيد أن تكون في بيتك ويحيط بك أهلك وأبنائك في أجواء عائلية لكن نحمد الله على كل حال». معايدة الإدارة وشكر المريض فهد (33 عاما) والذي يعاني من كسر في الحوض إدارة مركز النقاهة الذين قاموا بمعايدتهم وإدخال الفرحة عليهم مما خفف عنهم وساهم في إدخال بهجة العيد علهم. من جهتها قال مدير مركز النقاهة الطبي بجدة د. محمود الحاج: «إن إدارة المستشفى تحرص على الاهتمام بالمرضى في الأعياد وذلك بإعداد برامج وزيارات وتوزيع هدايا والحلوى عليهم بعد صلاة العيد»، مشيرة إلى أن ذلك يعد أساليب العلاج النفسية للمرضى والذي تحرص عليه إدارة المركز بشكل سنوي.