كم هو جميل أن يحتفل المسلمون بعيد الفطر المبارك، بعد أن منَّ الله عليهم بصيام شهر رمضان، واستمتعوا بنهاره صومًا، وليله صلاةً وقيامًا. وكما يعلم الجميع أن هذا الشهر ينفرد بمذاق خاص، وحياة فريدة، فتقرأ على وجوه الصائمين مسحة جمالية من الإيمان، ومعاملة أخوية قد لا تجدها في غير هذا الشهر، ولستُ بصدد توضيح ما يحمله رمضان للأمة الإسلامية من فضائل وخيرات حسان، بقدر ما أريد أن أهمس في أذن كل مقصّر، أو متساهل بموسم قلّما أدركه؛ ليطرح من همومه وأحزانه وسيئاته ما تنوء به نفسه من أوزار هو في غنى عنها، وقد منحنا الله تعالى مواسم، ومناسبات، وساعات، وقربات للتخفيف منها، والفوز بالجنة، وما يأتي ذلك إلاّ لأولي النهى المجاهدين لأنفسهم، رمضان وتر ووتَر (بفتح التاء) نعرف به ألحان الطاعة والخشوع والتقوى، أرأيت أخي المسلم حشدًا، أو تسابقًا لفعل الخيرات، وترك المنكرات في غير هذا الموسم الديني الفريد، نعم لقد منح ربنا سبحانه وتعالى عباده عيدًا يُعبِّرون فيه عن فرحهم وسرورهم، ويُعلنون من خلاله تماسكهم وتلاحمهم وأخوتهم ابتهاجًا لغفران ذنوبهم، وما تزوّدوا به من حسنات ثقيلة في ميزان الآخرة، إلاّ أن هذا العيد ما أصبح لدى البعض كما كان مظهرًا ومخبرًا حبًا ووصالاً لمن تعرف، ومن لا تعرف، لا سيما ذوو الأرحام. عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ أيُّها الأخوة.. يشكو البعض من القطيعة والجفوة حتى في العيد، الأمر الذي انعكس على الأطفال وهم يطرقون الأبواب أيام التناصح والتصافح، بنين وبنات، بحقائبهم الصغيرة وزيّهم الجديد مبتهجين بالعيد، وقد حذرنا القرآن والسنة من تجاهل العلاقات الأخوية؛ فنُصبح غرباء حتى مع أصدقائنا والأرحام، وبالتالي نفقد حلقة كُنَّا نعض عليها بالنواجذ.. والله الموفق. حمود وسمي المطيري - المدينة المنورة