نفت مصادر إدارية مسؤولة بسجن جدة النسائي ما تناقلته بعض المنتديات، ومواقع التواصل الاجتماعي عمّا سمّته سوء معاملة بعض السجينات، وعدم الاهتمام بشؤونهنّ، وحرمانهنّ من بعض الوجبات الغذائية، وتراجع مستوى جودتها، مشيرة أن جميع النزيلات والبالغ عددهنّ قرابة 800 نزيلة يعشن أجواءً إصلاحية سوية، وتقدم لهنّ خدمات استثنائية تجعل من سجنهنّ بمثابة فترة نقاهة نحو التغذية الجيدة، والكسوة، ونظافة مهاجعهنّ، ومرافقهنّ داخل السجن. وأكدت المصادر توفير جميع ما تحتاجه السجينات حتى أغراضهنّ الخاصة بالعناية بالبشرة، مشيرة إلى إتاحة الفرصة لأي مطعم، أو جمعية خيرية لتقديم وجبات للنزيلات، أو أي نشاط يسهم في تحفيزهنّ. وأضافت ذات المصادر أن الطاقم العامل بالسجن من إداريات، وأفراد يقمن بدور الأسرة البديلة للسجينات، ويعملن معهنّ بمبدأ التآخي والوئام، كما يقدمن لهنّ النصائح التي من شأنها الارتقاء بهنّ، وإعادتهن إلى جادة الصواب على نحو ترغيبي، بحيث تخرج السجينة للمجتمع وهي على وعي، وتهيئة نفسية وذهنية خالصة تتلاءم مع عيشها جنبًا إلى جنب مع أبناء المجتمع. ووصفت ما تناقلته بعض المنتديات المغرضة بالحديث الفارغ والعاري عن الصحة تمامًا، داعية الجهات الرقابية والحقوقية ووسائل الإعلام للتواصل مع إدارة السجن، وزيارته للاطّلاع على أوضاعه عن كثب. ولفتت إلى أن مهرجانًا ضخمًا يجري العمل على إعداده حاليًّا للنزيلات في عيد الفطر المبارك، يتضمن فقرات ترويحية وتوعوية وثقافية وفترات معايدة، وبوفيهًا مفتوحًا، وذلك بعد أن تم مؤخرًا توزيع كسوة العيد الملائمة على جميع النزيلات. من جهتها استغربت فايزة الطميحي العضوة بمركز الدعوة والإرشاد بمركز الفيحاء ما تردد عن سوء المعاملة داخل السجن، مستبعدة في الوقت نفسه أن تكون تلك الأقاويل الفارغة صادرة عن مَن قضين فترة ولو بسيطة بسجن جدة. وقالت إن جميع مَن بالسجن يتمتعن بعلاقة مباشرة مع مديرته السيدة فوزية عباس، وبإمكانهنّ نقل جميع ما يدور لها شخصيًّا، مشيرة إلى أنها على قدر كبير من الأمومة والأخوة مع السجينات، وتتقبل حديثهنّ ووجهات نظرهنّ. وأضافت: أحضر بين الحين والآخر مع النزيلات، وأتحدث إليهنّ عن أوضاعهنّ، مشيرة إلى أنهنّ يقضين فترة إصلاح وتقويم لما ارتكبن من أخطاء، ويتمتعن بكامل حقوقهنّ من التغذية والمنام، وفترات "التشميس"، أو الخروج للترويح، كما تقام لهن أنشطة مدعمة بحوافز مشجعة على مدار العام، فضلاً عن المناسبات والأعياد. وفي السياق ذاته، قالت باحثة في جمعية حقوق الإنسان من المكلفات بمتابعة أوضاع السجينات، إن الطاقم الإداري بسجن النساء يخضع لدورات تدريبية مكثفة في فنون ومهارات التعامل الإنساني، مؤكدة أن الموظفات على قدر من المسؤولية والتفاني والإخلاص بالعمل، وقبل ذلك الإنسانية، وحسن التعامل والتدبير. وأشارت إلى ترحيب الجميع بأي ملاحظات يتم تسجيلها، والعمل على تجاوزها وفقًا للنظام.