بالتأكيد سيلفحك عبق العود إذا مررت في شوارع المنطقة التاريخية بجدة وفي أزقتها الضيقة. وتتنوع «العُودة» في ألوانها وأنواعها، وبالتالي أسعارها فيما يختلف مرتادوها وعشاقها الذين يعرفون رائحتها قبل أسمائها، أو موطن قدومها فهناك «الكمبودي والكشميري والماليزي وغيرها» من أنواع تنحني أمامها العطور الباريسية. وهناك أنواع أخرى أعلى ثمنًا وأكثر جودة إلاّ أن ما تجده في البلد هو الذي يكون مقبولاً لدى أكثر الزبائن من ناحية ثمنه ونوعه ورائحته، كما يقول سهيل سندي وهو أحد الباعة الذين تربطهم بالعود صداقة أزلية، ويشير إلى أن هناك أنواعًا أخرى أكثر ثمنًا ممّا يباع حاليًّا في السوق ولا يعني ذلك أن المعروض حاليًّا يحمل جودة أقل بل إنها جميلة وطيبة ومناسبة لكل الأذواق، وتتراوح أسعارها ما بين 200 ريال وحتى 650 ريالاً.. فقط أمّا ماعلا ثمنه عن ذلك فيكون نادرًا في عرضه لقلة زبائنه. وأضاف: «من خلال مزاولتي لهذه المهنة وفي العودة تحديدًا والتي أحبها كثيرًا هناك مَن يدرك جيدًا «ما هي العودة» ويعرف أدق التفاصيل عنها «مشيرًا إلى أن ما يميّز نوعًا عن الآخر هو الرائحة. ويشير عبدالله البصري وهو أحد الزبائن والذي ذكر انه صاحب خبرة بالعودة أن الأنواع المباعة في سوق البلد من المتوسطة وهي معقولة فعلا في ثمنها وذات رائحة جميلة موضحًا أن جميع أصناف العُودة تحمل السمة ذاتها إلاّ أن ما يبقى أثره أطول يكون الأفضل.