أكد مدير عام المركز الإعلامي بالهيئة العامة للسياحة والآثار ماجد بن علي الشدي أن الهيئة تبذل جهودًا كبيرة في منطقة جدة التاريخية، في إطار مشروع تطوير وإعادة تأهيل مراكز المدن التاريخية، الذي تعمل عليه الهيئة بالشراكة مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، وانطلاقًًا من حرص الهيئة على تطوير هذه المواقع التاريخية المهمة والمحافظة عليها وتحويلها إلى مناطق جذب سياحي واقتصادي، حيث تهدف الهيئة من مشروع تطوير جدة التاريخية إلى المحافظة على المنطقة وتأهيلها وتنميتها عمرانيًا وثقافيًا واقتصاديًا بأسلوب مستديم، يُبرز معالمها وتراثها العمراني والثقافي، ويشجع الملاك على حماية ممتلكاتهم. جاء ذلك ردًا على ما نُشر في هذه الصفحة يوم الثلاثاء 19 رمضان الجاري تحت عنوان: "شيخ الحرفيين يطالب بمتحف في المنطقة التاريخية بجدة عن البيوت الحجازية القديمة" والذي تحدث فيه عن قصور من هيئة السياحة والآثار في الاهتمام بالمتاحف والمباني بمنطقة جدة التاريخية. وأضاف مدير عام المركز الإعلامي بالهيئة العامة للسياحة والآثار قائلا: تشترك الهيئة مع أمانة محافظة جدة في العمل على إعادة تأهيل وتطوير جدة التاريخية، وقامت في هذا الإطار بعدد من المهام منها إعداد وثيقة الأساس لمشروع الملك عبدالعزيز للمحافظة على منطقة جدة التاريخية وتنميتها والتي تكوّنت منها لجان للمشروع على رأسها اللجنة العليا للمشروع برئاسة سمو أمير منطقة مكةالمكرمة، كما عملت الهيئة مع أمانة جدة في عقد ورش عمل والمشاركة في تقييم الدراسات التخطيطية الخاصة بتطوير المنطقة، وشاركت في وضع خطة المشروعات التنفيذية لمنطقة جدة التاريخية، وقامت الهيئة بالتعاقد مع استشاريين عالميين يعملون حاليًا على إعداد خطة الحماية والإدارة لمنطقة جدة التاريخية تمهيدًا لاستكمال ملف تسجيلها في قائمة التراث العالمي في منظمة اليونسكو، وذلك بعد موافقة المقام السامي على تسجيل الموقع ضمن هذه القائمة، وكذلك شاركت الهيئة في اللجنة المشكلة لتقييم الوضع الراهن لجدة التاريخية والحلول المقترحة لذلك، كما ساهمت مع أمانة محافظة جدة في تحديد خطة أولويات المشروعات المطلوب تنفيذها لتطوير منطقة جدة التاريخية، وتقوم بالتنسيق مع الأمانة حول وضع المنطقة، وأكدت في أكثر من مناسبة على أهمية الأعمال التنفيذية في أعمال التطوير لوجود الكثير من الدراسات المطلوب تنفيذها في هذا المجال، كما قدمت الهيئة جميع الدراسات والخطط التي يحتاجها مشروع تطوير جدة التاريخية، وسبق وأن عقدت اللجنة العليا لتطوير مشروع جدة التاريخية اجتماعًا بعد الأمطار الغزيرة التي هطلت على جدة العام الماضي برئاسة الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة ناقشت خلاله القضايا التي تعيق الأعمال التنفيذية في جدة التاريخية وآلية معالجتها، وتم إقرار خطة إنقاذية عاجلة تضمنت التأكيد على سرعة تحديد المخاطر ومعالجة الأضرار التي تسبّبها بعض المباني من خلال تدعيم الخطرة منها والآيلة للسقوط واستمرار إخلاء المباني والمحال التجارية الخطرة في المنطقة وقطع الخدمات الأساسية عنها حسبما تقرره الفرق الميدانية مع أهمية سرعة توفير المبالغ اللازمة للإنقاذ والتطوير ووضع الأسس لتحفيز الملاك للمشاركة في الاهتمام بمبانيهم التراثية واستثمارها. وأضاف الشدي: وبشأن ما ذكره عمدة حارتي الشام والمظلوم الشيخ ملاك باعيسى بأنه لم يجد تجاوبًا من الهيئة وأمانة مدينة جدة لتوفير مبنى من المباني التاريخية الكائنة بالحارتين وتقديمه إلى شيخ الحرفيين همام بن صادق لتحويله إلى متحف للبيت الحجازي القديم، فإننا نوضح أن الهيئة تتعاون مع أصحاب المتاحف الخاصة القائمة وتنظر إليهم بكل التقدير لأنهم حافظوا على الإرث الحضاري للمملكة العربية السعودية وبذلوا الجهد ودفعوا الأموال لجمع وحفظ تلك القطع من الاندثار، وأن الهيئة تقوم بمنح أصحاب تلك المتاحف تراخيص لممارسة مهامهم تحت مظلتها بدون أي رسوم وذلك لحين صدور مشروع نظام الآثار والمتاحف الجديد الذي يتضمن تنظيم العمل بهذه المتاحف وضوابط ترخيصها وتقديم الدعم لها، كما أن الهيئة تعمل على رفع مستوى المتاحف الخاصة ليتناسب مع معايير الجودة التي تنتهجها الهيئة في كل قطاعاتها، حيث تسعى إلى تطوير تلك المتاحف من حيث أساليب العروض المتحفية وخزائن العرض ومناسبتها لطبيعة المواد المعروضة والمطبوعات التي تناسب الزوار بمختلف مستوياتهم العمرية والثقافية، وكذلك تساعد الهيئة أصحاب المتاحف الخاصة من خلال التعريف بتلك المتاحف وترميم القطع الأثرية عند حاجتها للترميم وجعل المتاحف الخاصة ضمن المسار السياحي للمناطق أو المحافظات التابعة لها، إضافة إلى مساعدتهم في تطوير عروضهم من خلال عدد من البرامج التي تنفذها الهيئة لهذا الغرض والترويج للمتاحف الخاصة في مطبوعاتها وضمن نافذة الكترونية خاصة بهذه المتاحف على الموقع الإلكتروني للهيئة، علاوة على مساعدة أصحاب المتاحف في كيفية تسجيل وتوثيق محتويات متاحفهم من خلال عدد من البرامج والدورات التي تنفذها الهيئة. واشار الشدي إلى أن الهيئة عقدت في إطار اهتمامها بالمتاحف الخاصة وبتوجيه من سمو رئيس الهيئة، الملتقى الأول لأصحاب المتاحف الخاصة العام الماضي وشارك فيه عدد كبير من أصحاب المتاحف الخاصة من كل مناطق المملكة ومسئولين في الهيئة، حيث نوقش في الملتقى تقديم الدعم اللازم لأصحاب المتاحف الخاصة وتبادل الخبرات والتجارب بينهم والتعرّف عن قرب على توجهات الهيئة تجاه المتاحف الخاصة وإثراء تجارب أصحاب تلك المتاحف فيما يتعلق بالمحافظة على القطع الأثرية والتراثية وأساليب عرضها المثلى، إضافة إلى التعرّف على متطلبات المتاحف الخاصة وإبراز أهميتها ودورها في بث الوعي بأهمية التراث في السياحة الثقافية، ومن المقرر عقد الملتقى كل سنتين في منطقة من مناطق المملكة، ونشير أيضًا إلى أنه في إطار تنفيذ توصيات ملتقى أصحاب المتاحف الخاصة وجّه الأمير منصور بن متعب وزير الشئون البلدية والقروية أمانات المناطق بتخصيص مواقع مناسبة تابعة للوزارة لأصحاب المتاحف الخاصة لبناء متاحفهم عليها، وقد قامت الهيئة بإبلاغ أصحاب المتاحف الخاصة للتنسيق مع الأمانات في هذا الشأن، إضافة إلى إمكانية حصول أصحاب هذه المتاحف على قروض تمويل لمتاحفهم من البنك السعودي للتسليف والادخار.