صومٌ مر؟ ... أم إفطار حلو؟

إن كنت من مرضى السكري إذن سيتوجب عليك التحدث إلى طبيبك قبل الصيام، حيث يمكنه التحقق من قدرة جسدك على التعامل مع مرض السكري خلال الصيام. كما يمكن لبعض الأدوية مثل سلفونايل يوريا، وأخرى كالأنسولين أن تجعل مستوى السكر في الدم منخفضا، بينما إن كنت لا تتناول الطعام ولا تزال تأخذ هذا النوع من الأدوية، فإنه من المرجح أن تواجه نقصا للسكر بالدم، لذا يكمن السبب في أن أدوية ال"سلفونايل يوريا" غير صالحة للاستخدام أثناء الصيام.
وفقاً للجمعية الأمريكية لمرض السكري فإنه يتوجب أن تكون الأدوية التى يتم تناولها عن طريق الفم خيارا يتم تحديده تبعاً للحالة الفردية لكل شخص، حيث تقلل الأدوية الحديثة من إمكانية حدوث نقص لمعدل السكر بالدم، و هنا قد يكون لها مزايا معينة تفيد في حالة إستخدامها خلال شهر رمضان المبارك. قد لا يعرف البعض بأن العلاجات مثل (مثبطات دي بي بي 4) كال"ساكساجليبتين"، ليست هي السبب الوحيد وراء حصول نقص للسكر في الدم، ويعمل الأطباء على تحسين هذا المنتج حتى يفيد أكبر قدر من المرضى، لذا فإن تطوير هذه المنتجات أعطى أملاً جديداً لمرضى السكري، حيث أنه سيساعدهم في الحصول على تحكم جيّد فيما يتعلق بمستوى السكر مع تجنب المخاطر الناتجة عن نقص السكر في الدم، ووفقاً لذلك يجب عليك أن تسأل طبيبك عن أفضل دواء لك خلال شهر رمضان المبارك.
كما وأن هنالك نصائح أخرى مفيدة قد تساعدك على التحكم بمرض السكري أثناء الصيام ونذكر منها ما يلي:
قم برصد مستوى السكر بشكل متكرر لأنه من الضروري أن يكون لدى المرضي وسائل فعّالة لمراقبة مستوى السكر في الدم ويتم تعيينها عدة مرات خلال اليوم الواحد.
تجنب تناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والدهون، خصوصاً في وقت الافطار.
أكثر من تناول الأطعمة النشوية مثل الأرز، و الخبز، والمعكرونة، وغيرها لوقف شعورك بالجوع.
تناول الفاكهة، والخضروات، والبقول، والزبادى في وجبات الطعام.
قم بتناول وجبة السحور بآخر وقت ممكن من الليل قبل طلوع الشمس، ولا تتناول وجبة السحور بمنتصف الليل.
قم بشرب مشروبات خالية من السكر.
لا تتناول الكثير من الأطعمة المقلية اثناء الافطار.
تجنب ممارسة النشاط البدني المفرط، وخصوصاً خلال الساعات القليلة قبل موعد الإفطار.
يتوجب على جميع المرضى أن يكونوا على وعي تام بأنهم يمكنهم أن يقوموا بقطع صيامهم على الفور في حال نقص السكر في الدم (أقل من 60 ملجم/ دل)، وذلك لأنه قد ينخفض مستوى السكر بالدم لدرجة أكبر في حال ما تأخروا عن علاجه، كما ويتوجب على المريض أن يفطر إذا تجاوز مستوى السكر في الدم 300 ملجم/ دل.
عند إتباع النصائح الطبيّة والإلتزام بنمط حياة صحي والتمسّك بالعلاج الصحيح بتلك الطريقة يمكننا القول أن صيام شهر رمضان المبارك لمن هم من مرضى السكري أمر يمكن القيام به بإذن الله.
د.على الزهرانى, استشارى الغدد الصماء و السكرى, مستشفى الملك فيصل التخصصى