تشهد الأسواق بمحافظة محائل عسير إقبالا غير عادي في شهر رمضان، حيث تزدحم بالمواطنين، فمنهم من يقبل على شراء المأكولات الشعبية، ومنهم من يقبل على سوق المستلزمات المنزلية، حيث ينتهز البعض الفرصة لشراء العديد من الأواني وأدوات الزينة والأثاث والفخاريات. ويتدفق المتسوقون في محائل عسير وبارق بعد صلاة عصر كل يوم في الأسواق التجارية والأسواق الشعبية وسوق المواشي للتسوق وشراء كل مستلزماتهم في أجواء رمضانية مميزة. ويشير المواطن محمد سعد الشهري الى أن احتياجات المواطنين في رمضان تختلف كل حسب وضعه المادي، ولكن معظمهم يجتمع على شراء المستلزمات الرمضانية والتجهيزات المختلفة التي تحتاجها الأسرة خلال شهر رمضان، فمنهم من يتسوق بسوق الغنم، ومنهم من يتسوق في المحلات التجارية لشراء مستلزمات المطبخ اللازمة لإعداد الحلويات والسمبوسك والشوربة والعصيرات والمأكولات الخفيفة، ومنهم من خصص تسوقه لتغيير أثاث منزله من مفروشات وإكسسوارات وطاولات ودهانات، وتتسوق كبيرات السن لشراء مستلزمات «الميفا» وهو التنور المنزلي لإعداد الأكلات الشعبية التي تشتهر بها المنطقة، وخاصة المغش والمطحنة والحيسية والجبنة، وشراء بعض الدهانات الخاصة بدهان الكراسي الخشبية «القعادة» بألوان مختلفة وخاصة اللونين الأحمر والأسود». وقال محمد العسيري إن شهر رمضان في محائل عسير يتميز بلقاء الأصدقاء والأقارب وسط سوق محائل الرمضاني الشعبي، حيث يبدأ المواطنون في التوجه إلى السوق من بعد صلاة العصر من كل يوم، وفي السوق الشعبي تجد المواطنين بمختلف شرائحهم، فتجد رجل الأعمال ومتوسط الدخل ومحدود الدخل. ويضيف: «في السوق ووسط زحمة المتسوقين قد تجد ابن عمك أو ابن خالك وجارك وقريبك جاءوا من القرى والأحياء السكنية المختلفة إلى السوق، فيكسب المرء رؤيتهم، وقد يكون بعضهم لم تره منذ سنوات». ويؤكد عسيري أنه يحرص على زيارة المنطقة خلال أيام شهر رمضان حسب الظروف ويضيف «من العادات الجميلة التي نحرص عليها في رمضان بعد مغرب كل يوم الإفطار على الطريقة الشعبية بتناول الأكلات الشعبية مثل أكلة المغش الشهيرة والحلبة والبقل والشوربة والسمبوسك، وكثيرا ما تجتمع كل هذه الأكلات على سفرة واحدة، وبعد صلاة المغرب نحلي بالحلويات التقليدية الجميلة. وتوضح أم محمد أنها تحرص مع بداية شهر رمضان على الاستعداد لاستقباله، فنقوم بدهان المنزل وشراء الأثاث والمفروشات ومستلزمات المطبخ، كما نقوم بتغيير الفرن وتصليح الثلاجات إن كانت معطلة أو تغييرها، ويقوم الرجال بشراء المواشي وذبحها وتقطيع اللحم إلى قطع صغيرة، لعمل الشوربة والسمبوسك والأكلات الرمضانية الشهيرة. وتقول أم عبدالله.. في أيام رمضان ننام عادة حتى الظهر، وبعد استيقاظنا ندخل المطبخ للبدء في تجهيز الحلويات والمأكولات مثل السمبوسك والشوربة والايدامات، وتقوم كبيرات السن بإعداد وتجهيز الأكلات الشعبية مثل الخمير والبابوري، وتجتمع العائلة عند أذان المغرب على مائدة الإفطار التي تحفل بالعديد من الأكلات الشعبية الرمضانية. وتضيف «بعد تناول الطعام نبادر إلى صلاة المغرب، ثم تجلس العائلة تتسامر وتشاهد برامج التلفزيون، وعندما يؤذن لصلاة العشاء تصلي النساء العشاء والتراويح في مكان واحد إما في المنزل أو المسجد، وتقوم إحدى المتعلمات بإمامة النساء، ومن بعد صلاة التراويح نبدأ بزيارات للجارات والقريبات نبارك بشهر رمضان».