مع انطلاقة الموسم الدرامي الرمضاني نجح مسلسل «الخواجة عبدالقادر» والذي يقدم لنا الممثل يحيى الفخراني بوجه جديد، حاملاً معه مجموعة من الرسائل الهادفة التي تدور حول فكرة التعايش وقبول الآخر. تدور أحداث المسلسل الذي يعرض يوميًا على عدة فضائيات، في الفترة من عام 1940 وتنتهي عام 2006، ويعتمد على البُعد الإنساني الاجتماعي وكيفية رصد بعض الأوضاع وحلها بطريقة تعتمد على الإنسانية عبر شخصية «الخواجة عبدالقادر»، والمسلسل عبارة عن دراما صعيدية تتميز أحداثها بالحس الكوميدي. المسلسل أخرجه شادي الفخراني، وشارك في بطولته إلى جانب الفخراني حشد من الممثلين من بينهم سوسن بدر ومحمود الجندي وصلاح عبدالله وعبدالعزيز مخيون والسورية سلافة معمار، وأحداثه تعيدنا إلى بداية الأربعينيات من القرن الماضي وتستمر حتى أوائل الألفية الثالثة، وهي تبدأ في الدوران أثناء فترة الحرب العالمية الثانية، لتعكس طبيعة الأوضاع السياسية والاجتماعية المضطربة للشعب المصري والعالم بأكمله خلال تلك الفترة. ويلعب الفخراني في هذا المسلسل دور صائغ وتاجر مجوهرات بريطاني يدعى «هربرت»، وبعد فقدانه لثروته وأخيه وابن أخيه خلال الحرب العالمية الثانية، فضلاً عن فشل زواجه، يقرر السفر إلى السودان ومنها الى مصر للاستقرار فيها وهناك يشهر إسلامه ويطلق على نفسه اسم عبدالقادر، ويقع في حب فتاة مصرية تدعي زينة تقوم بدورها الممثلة سلافة معمار. في حلقاته الأولى يبدو أن أبطال المسلسل وقعوا في مطب اللغة العربية، حيث أفقدت عملية المزج بين الفصحى والعامية بعض المشاهد مصداقيتها، خاصة أن العمل منذ بدايته يتحدث أبطاله باللغة العربية الفصحى. ولكن على الرغم من هذه السلبية لا يمكننا انكار حقيقة أن هناك عملا جادا فيه جرعة من الجرأة، فمثلاً نجد أن حلقاته الأولى أثارت قضية هدم الأضرحة، ومع توالي الحلقات نكتشف طرح المسلسل لقضية قبول الآخر وفلسفة الحب والحوار بين الماضي والحاضر. والمتابع للمسلسل يستشف مدى قدرة الفخراني على تجسيد شخصية الخواجة عبدالقادر، فالفخراني يرى أن المسلسل يحمل رسالة قوية لكل المتعصبين الذين يصنّفون الناس وفق دياناتهم أو جنسياتهم وحتى ألوانهم. وأوضح الفخراني في مقابلات صحافية أن المسلسل يدور حول فكرة جديدة مختلفة عن جميع الألوان التي سبق وأن قدمها، وقال: يمكن وصفه بالدراما الصعيدية التي تمزج الكوميديا بالجدية من خلال شخصية «الخواجة» الذي يغوص في أعماق الصعيد خلال الفترة التاريخية المهمة التي سبقت وتلت الحرب العالمية الثانية. عبدالرحيم كمال مؤلف المسلسل قال: منذ بدأت كتابة العمل وأنا أعرف أننى سأواجه تلك المشكلة (مشكلة اللغة) خاصة أن أحداث الحلقات الأولى تدور بالكامل فى إنجلترا، أي أن الأبطال لابد أن يتحدثوا الإنجليزية ولكني لو كنت اعتمدت على ذلك لم يكن أمامي مفر من ظهور شريط الترجمة أمام المشاهد مما كان يجعل المسلسل يبدو وكأنه عملا أجنبيًا فضلا عن أن الترجمة تبدو أحيانًا من الأشياء المزعجة بالنسبة للمشاهد حتى لو كانت في مشهد واحد لمسلسل عربي ولذلك اعتمدت على حوار الأبطال معًا باللغة العربية الفصحى حتى يكون هناك اختلاف بين طريقة حوارهم معًا وبين أسلوب الكلام الذى سيتبعه «الخواجة» عندما يذهب إلى مصر ويتحاور مع المصريين والسودانيين الذين سيقابلهم هناك حيث إن طريقة كلامه معهم ستكون باللغة العامية، ولذلك أرجو من السادة المشاهدين أن يغفروا هذا الخطأ لأنه لم يكن خطأ بالمعنى المقصود بقدر ما كان حيلة للتغلب بها على فكرة الترجمة. وأكد أن قصة المسلسل حقيقية، لافتًا إلى أن الخواجة عبدالقادر ألماني الجنسية وليس إنجليزيًا كما هو موجود في المسلسل، حيث إنه قدم لمحافظة سوهاج للعمل كمهندس واعتنق الإسلام.