هجوم الثوار السوريين على مدينتي دمشق وحلب الرئسيتين تسبب في توقعات تقول إن نظام بشار الأسد أوشك على السقوط لكن الهجوم على هذين المدينتين يشبه الهجوم على( تيت) في حرب فيتنام . تستعد مدينة حلب ربما خلال ساعات لحمام الدم التالي في سوريا وذلك منذ انطلاقة الانتفاضة هناك قبل 18 شهراً فالنظام السوري يحشد قوات النخبة بأسلحتهم الثقيلة من المدفعية بدعم من السلاح الجوي للقيام بهجوم شامل لاستعادة الأجزاء التي سيطر عليها الجيش الحر والثوار والحصيلة ربما تكون مضاهية لما جرى في دمشق في الأسبوع الماضي حيث أجبرت القوات الحكومية الثوار وقوات الجيش الحر على التراجع. ولا يتوقع الثوار أن يسيطروا على المدينة في مواجهة القوة الضاربة للحكومة وجيشها القوي وتصميم النظام السوري في ألا يدع مدينة حلب الغنية تسقط في يد الثوار لكن معركة حلب لن تكون المعركة النهائية أو التي ستقرر مصير ما يجري في سوريا وبدلاً من ذلك ستؤكد معركة حلب على حالة الطريق المغلق بين الحكومة والثوار .فالنظام غير قادر على تدمير قوة الثوار لكن الثوار يفتقدون إلى القدرات العسكرية الكفيلة بإسقاط الحكومة وإلحاق الهزيمة بالجيش السوري .لا زالت في الأفق العديد من الأسابيع والشهور حتى تتضح الصورة.لقد ظلت الصحافة الدولية قلقة إزاء رؤية الدماء السورية تسيل خلال ثمانية عشرة شهراً وكان صبر الرأي العام العالمي ينفد لكن الهجوم على قيادة الجيش السوري ومقتل وزير الدفاع ومن معه بالإضافة الى الهجوم على حلب أعطى المراقبين أملاً في تقدم الثوار وسقوط النظام السوري لكن يبدو أن نظام الأسد أصبح الآن يستعيد تماسكه بعد الضربات الموجعة التي تلقاها خلال الأسبوعين الماضيين في دمشق وحلب. .