رفض مدير عام مركز التأهيل الشامل بالمدينةالمنورة حاتم بري ما أسماها « ادعاءات وافتراءات «من البعض حول حدوث حالات وفاة داخل المركز وأيضا حالات عنف، وأشار إلى أن أغلبية الحالات التي توفيت كانت « طبيعية « و خارج إطار المركز بعد أن تم تحويلها إلى المستشفيات . وقال في حوار ل « المدينة :»لدينا التقارير الطبية التي تثبت ذلك .. ونحن هنا في مركز التأهيل الشامل لسنا مستشفى علاج كما يفهم البعض بل نحن مركز يساعد على إعادة تأهيل المعاق إلى أقصى درجة يستطيع الحراك معها» . وأقر بري بأن أهم المشاكل التي تواجه العاملين في المركز هي ثقافة أهل المريض الذين يرفضون التعاون .. وضرب أمثلة لبعض الحالات، كما وجه عتابا حادا لبعض الإعلاميين الذين ينشرون شكاوى أهل المعاقين دون الرجوع إلى مراكز التأهيل لمعرفة الحقيقة كاملة،و تطرق إلى شروط القبول من شروط القبول في مراكز التأهيل في المملكة، وتحدث عن نجاح الفنيين لدى المركز في عمل جهاز حركي لأحد المرضى وكذلك أحذية طبية للمعاقين أغنت المركز عن استيرادها من الخارج. وفيما يلي نص الحوار: * بداية دعنا نتحدث بكل صراحة وشفافية عما يدور خلف الكواليس .. هناك حالات وفيات ملفتة للنظر وأيضا حالات عنف داخل المركز ..وهذه وتلك بعض شكوى أهالي المرضى .. فماذا يحدث بالضبط؟ ** أشكر لك هذه الصراحة والجرأة، وأتمنى أن يكشف هذا اللقاء الحقائق ..وكي نكشفها لابد من التعرض إلى تعريف» إعادة التأهيل « والذي هو مجموعة من خدمات طبية نفسية اجتماعية تربوية مهنية تقدم للمعاق بهدف الحد من ظروف إعاقته وتخليصه منها إن أمكن. ومن التعريف آنف الذكر يتضح لنا أن إعادة التأهيل مجموعة من الخدمات يؤديها مجموعة من المتخصصين الذين ينتسبون إلى وزارات مختلفة فهناك وزارات الصحة والتربية والتعليم والشؤون الاجتماعية وأيضا المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ..وجميع هذه الوزارات والجهات لها دور في إعادة التأهيل حسب نوعية الإعاقة. *سيدي الفاضل .. ما طرحته معلومات ممتازة بالفعل لكنك لم تجب على سؤالي بشكل واضح ؟ لا تتعجل .. هناك نوعان من إعادة التأهيل وهما :» التأهيل الطبي الحركي. - التأهيل الصياني» والأخير تقوم به مراكز التأهيل الشامل في المملكة ومفهومه المحافظة على المعاق بأن يكون وضعه كما هو وفي حاله تدهور صحته يتم تحويله إلى المستشفيات. وللعلم مركز التأهيل يقوم بتحويل الحالات التي تحتاج إلى تدخل طبي بواسطة طبيب المركز وممرض وسيارة إسعاف المركز للمستشفى ومن ثم يتم التعامل مع الحالة في المستشفى. ونأتي إلى سؤالكم .. أؤكد لكم أن أغلبية الحالات التي توفيت كانت وفاتها طبيعية وتوفيت خارج إطار المركز بعد أن تم تحويلها إلى المستشفيات ولدينا التقارير الطبية التي تثبت ذلك .. ونحن هنا في مركز التأهيل الشامل لسنا مستشفى علاج كما يفهم البعض بل نحن مركز يساعد على إعادة تأهيل المعاق إلى أقصى درجة يستطيع الحراك معها. * لا نريد أن نفهم خطأ بسؤالنا ولكن يقال إن المتوفى مؤخرًا أهمل من قبل المركز ولم يتم مراعاة حالته؟ ** هذه إحدى نقاط الخلاف التي يتحرك فيها الإعلام دون معرفة أبسط الأمور ونحن لا نلومهم لأنهم يتلقون الشكاوى وينشرونها بحكم معاناة أهالي المعاقين و الذي نطلبه أن يتحققوا قبل النشر لأن هذه أمانة فكما أنتم مؤتمنون على الكلمة نحن أيضا مؤتمنون على أرواح بشر في أعناقنا ..ويجب أن نؤدي رسالتنا جميعا بحق الله علينا. أما بخصوص سؤالك فلدينا تقارير تثبت عدم صحة ما أشيع لأن المريض تمت إحالته وبشكل عاجل إلى مستشفى الولادة و من هناك حول بإسعافات وزارة الصحة إلى مستشفى الملك فهد و أدخل العناية المركزة و استقرت حالته ثم حول إلى أحد المستشفيات الخاصة عن طريق وزارة الصحة و توفي هناك فمن لديه تقارير يدعي بها إهمالنا فليحضرها ولكن لانحبذ التهم التي ترمى جزافا في حق العاملين في مركز التأهيل الشامل. وهذا ليس دفاعا عنهم فلو أن هناك تقصيرا نتداركه ونخطط لعلاجه على وجه السرعة لأننا نتعامل مع أرواح بشر كما قلت. * بخصوص ما يتعرض له المعاق من كسور وضرب كما هي شكوى الأهالي ..مامدى صحة ذلك ؟ شكاوى الشرطة **يأخي هذا ليس صحيحا.. سأبوح لك بقصة حيث حولت لنا حالة معاق كان يشتكي من هشاشه بالعظام وشلل ثنائي وتم وضع خطه تأهيلية علاجيه له .. وأثناء تنفيذ الخطة حضر لنا والد المعاق طالبا منا إيقاف معالجة المعاق متخوفًا من أن يتعرض ابنه لإصابة.. و حاول فريق العمل إقناعه دون جدوى حيث قام بإحضار الشرطة والصحافة وفي النهاية تبين للجميع حقيقة ما قام به المركز وهو إعادة التأهيل للمعاق حتى أصبح يمشي على قدميه. ثقافة المجتمع *وكيف تتعاملون مع أهالي المرضى وماهي برأيكم السلبيات التي تواجهونها في قضايا المعاقين؟ **المشكلة عندنا في ثقافة أهل المريض الذين يرفضون التعاون ..وأنا لا أعمم ذلك فهناك أسر تتفهم مراحل العلاج الصعبة، ومشكلتنا الأساسية هي مع بعض أصحاب الأقلام الذين يسارعون إلى الكتابة وإثارة الرأي العام على أمور تحدث في مركز يعمل على علاج مرضى يتعرضون بين الفينة والأخرى إلى السقوط لأنهم غير معتادين على الحركة والمشي. وبعض أصحاب الأقلام يستمع لشكوى لا أساس لها من الصحة و يكتب من باب التعاطف فقط وهذا حدث معنا عندما طلب أحد مقدمي البرامج التلفزيونية الذي تحامل على مراكز التأهيل الشامل ..فقلت له هل زرتها يوما ما ؟ وهل تعرف طبيعة عملها ؟ ..وأدركت أن مقدم هذا البرنامج كان يهدف للإثارة فقط ..ولذلك نحن دوما نعمل بصمت وندرك حجم المعاناة التي يواجهها العاملون في المراكز ولذلك ..وأقولها بكل أسف إن ما يكتبه البعض يؤثر في نفسية العاملين الذين يرون أن جهودهم وعملهم ونجاحاتهم تقتل على بوابة المراكز. لا نحتاج أطباء *اتهاماتكم المتكررة للإعلام يوحي أن هناك حالة عدم انسجام بينكم والإعلام.. فمن برأيكم يتحمل المسؤولية ؟ ** كلنا مسؤولون أمام الله عن هذه الفئة ولاشك أن الإعلام مسؤول عن المعاقين فلماذا لا يأتي و يرى بنفسه كيف يعمل المركز ..وإنا أجزم أنه لو شاهد بعضهم الجهد الذي يقدمه المركز لعرفوا حقيقة المعاناة .. يا أخي أود أن أبوح بأمر في غاية الأهمية نحن لدينا حالات يطلق عليها عالميا «ميئوس من علاجها «ولا تقبلها إي مراكز عالمية فيما تقوم الدولة رعاها الله على رعايتهم وهم الأكثر عرضة للموت المفاجئ والنوبات القاتلة ومع ذلك لا يريد البعض رصد تلك المجهودات بطريقة ميدانية سليمة. المعاق لا يشكو * حالات ميئوس منها .. كيف ذلك؟ **من شروط القبول في مراكز التأهيل في المملكة أن يكون من شديدي الإعاقة و متخلف عقليًا و ليس مرضى نفسيين وهذه نقطة مهمة لأن المعاق ليس مريضا نفسيا و لا يستطيع البوح بمشكلته أو معرفتها وهذا يتطلب جهدا كبيرا، وتتبع للحالة مع كل مريض وقد يستغرق الأمر أياما لمعرفة مشكلة المريض المعاق .. والصعوبة أنك تتعامل مع مريض لا يشتكي لك وإن أردت التعامل معه كالأطفال لا تستطيع فالطفل يحس و يبكي أما هذا لا يحس ولا يبكي ولكن يتألم دون شكوى. المراكز والمستشفيات * الدلائل تؤكد وجود نقص كبير في الكادر الطبي لديكم ..فما تعليقكم على ذلك؟ ** حسنا يجب أن تعرف أن المركز ليس مستشفى بل دار إيواء للمعاقين و في حالة مرض أحد المعاقين فإن الطبيب المتواجد يقيم الحالة فإن أمكن علاجها في المركز كان ذلك و إن لم يتمكن أحلناها للمستشفى لذا لا نحتاج الكم الهائل من الأطباء بقدر حاجتنا لأطباء تأهيل شامل و كل ما نحتاجه هو طبيب واحد لكل تخصص يتابع الحالات .. والحمد لله لدينا طاقم تمريضي يعمل تحت إشراف الأطباء ولو أن عمل المركز استشفائي لأحتاج الأمر عشرات الأطباء لكل تخصص وهذا الأمر يخفى على الكثيرين. * ألا ترى أنه من الضروري تواجد مستشفى خاص بالمعاقين أو مركز صحي خاص بهم؟ ** أرى أن يكون هناك مؤسسة عامة لإعاده التأهيل تدرج تحت إطارها جميع مقومات التأهيل من طبي ونفسي واجتماعي وتربوي وتقوم هذه المؤسسة بتقديم نوعي خدمة إعادة التأهيل الطبي والصياني وهنا نصل لمرحلة شبه تكاملية لخدمه هذه الشريحة. * أليس لديكم برامج توعوية في الأماكن العامة لكيفية التعامل مع المعاقين ؟ **نعم لدينا بروشورات و أقراص مضغوطة نوزعها حاليا في فترة الصيف في المناسبات الرسمية كيوم المعاق العالمي وهي تحتوي على رؤية للمراكز كما نستخدم برامج توعوية عبر الإنترنت من خلال مواقع كاليوتيوب. ولكن الأمر يحتاج إلى متابعة الإعلام للحالات التي تصل إلى مراكز التأهيل الشامل حتى تصل الرسالة إلى المجتمع بشكل أوضح. تعامل خاص * لكن ألا ترون أن برامج التوعية عبر الإنترنت لا يستفيد منها كبار السن و الكثير ممن لا يستخدمون الإنترنت؟ **نحن نعمل على بث الرسالة التوعوية على أكبر مساحة من وسائل الاتصال المرئي والمسموع ولكن المعاناة في الوسائل التي لا تزال تصر على أن هناك قصورا في معالجة معاقي مراكز التأهيل الشامل ويجب أن يكون هناك وعي بأن المعاق الجسدي فقط يسهل التعامل معه لأنه سليم عقليا ولا يحتاج الى زيادة في مداركه ويستطيع ان يشكو ويبوح بمعاناته فيما المعاق فكريا وجسديا يحتاج الى تعامل خاص جدا. لوحات إرشادية * اللوحة الخارجية للمركز مكتوب عليها «للمعاقين» ألم يصدر أمر باستبدال هذه الكلمة بعبارة « ذوي الاحتياجات الخاصة»؟ **نعم .. نحن بصدد تغييرها و في الفترة الماضية تواصلنا مع وزارة المواصلات بخصوص اللوحات الإرشادية و سيتم تغييرها في القريب العاجل إن شاء الله. *دعنا نعود إلى تجهيزات المركز في المدينةالمنورة .. لقد شاهدنا جهدا لا يمكن التقليل عنه .. فماهي أبرز الخدمات التي تقدمونها ؟ ** يهمنا أن يرى الجميع بأم عينه ودون أن نبالغ بالقول المركز لدينا صمم الكثير من الأجهزة الحركية للمعاقين وهي ماعجزت عنه بعض المراكز التأهيلية العالمية وربما شاهدتم كيف استطاع الفنيون لدينا تصنيع جهاز الحركة لمعاق بدون قدمين وأخر لمعاق كان يصعب عليه المشي تماما واحد المعاقين ذهب أهله به إلى مراكز عالمية واعتذرت تلكم المراكز عن عمل جهاز حركي له بل قالوا لهم لا يمكن فعل ذلك. و استطاع الفنيون لدينا من عمل جهاز حركي له وألآن هو يمشي بشكل جيد إضافة إلى إننا لم نعد بحاجة إلى شراء أحذية طبية للمعاقين وهي مكلفة جدا وأصبح لدينا معمل متكامل ولله الحمد لتصنيع الأحذية الطبية بكافة الإشكال والمقاسات وقد استوردت الوزارة قوالب لكافة الأشكال للجزم الطبية. وكذلك أنشأنا مصنعا لتصنيع المشايات الحديدية وبطرق حديثة وجميلة بل أن البعض يعتقد إنها مستوردة من الخارج .. ولدينا ولله الحمد طواقم فنية تبدع الأشكال الهندسية لراحة المعاق وكل تلكم الجهود نعمل عليها ونخدم المعاق لأنه جزء منا، وكل هذه الجهود منصبة لأبنائنا المعاقين.