تكتسح الأعمال الدرامية غير الدينية وكذلك الكوميدية الخريطة الرمضانية بفعل الإنتاج الفني الجيد لها، والذي يصاحبه أيضا تسويق جيد، وفى المقابل تفتقد خريطة رمضان إلى حد كبير لفن النشيد رغم أنه كان في الماضي "الوجبة الدسمة" للصائمين بعد الإفطار وحتى السحور لقضاء ساعات مع الفن والروحانية معا. "الرسالة"، وإدراكا منها لأهمية هذا الشهر الفضيل كموسم رئيس للإنشاد، طرحت تساؤلا عن بعض المنشدين حول الطريقة المثلى لتسويق النشيد خاصة في بعض المواسم، والتي على رأسها شهر رمضان. بداية أوضح المنشد إبراهيم النقيب أن المنشد أو الممثل في المجال الإسلامي هو صاحب رسالة عظيمة ولابد له من إيصالها للمتلقي بطريقة فنية جذابة وبشكل يحدث تغييرا تربويا في المتلقي، مشيرا إلى أن شهر رمضان فرصة عظيمة لإنعاش سوق النشيد. التكامل الإيجابي وشدد على أن تكون أعمال رمضان الإنشادية قائمة على الاحترافية والمهنية العالية وذلك لجذب المتلقي وشغل وقت فراغه بما يعود عليه بالنفع والفائدة، كما يجب على القنوات الإسلامية التكامل الإيجابي مع أصحاب الخبرة في مجال الفن الإسلامي وعرض ما هو جديد ومميز لتنافس وبقوة نظيراتها من القنوات الفضائية المختلفة التي تعرض أعمالا لا علاقة لها بالفن الراقي. ومن جهته أشار الناقد فواز التعزي إلى أن هناك بعض الفرق والمنشدين تقوم بخطوات ذكية لتنظيم مهرجانات ومسابقات الإنشاد خلال شهر رمضان كما توقع عقودًا مع بعض محطات الراديو وقنوات التلفزة لتبث لها بعض المقاطع والنغمات الخاصة بهم مما كان له أثر واضح في إشهار أعمالهم، وقال: "لاحظنا مؤخرًا قيام فرقة (شجن) بتوقيع عقد مع روتانا وأصبحنا نستمع إليها في هذا الشهر الفضيل" مشدد على أهمية التسويق الأمثل للمنتجات الإنشادية، واستغلال شهر رمضان كأفضل أوقات التسويق. نقطة إيجابية ووصف فواز الكم الهائل من المنشدين الذين يجتهدون في طرح إصدارات جديدة بأنها "نقطة إيجابية" ولكن عليهم الاقتداء بالمنشد مشاري العفاسي الذي استطاع تسويق أناشيده عبر مواقع الإنترنت والتلفاز ووسائل الإعلام الجديد على عكس ما فعله البعض الذين اصدروا شرائطهم وأعمالهم دون حملة تسويقية جيدة. أما المنشد مجاهد شجاع فتطرق إلى التجربة التسويقية للمنشد فيصل لبان حيث أطلق بعض النغمات في خدمة "صدى ورنان" قبل بدء الشهر بفترة وجيزة والإعلان عنها عبر الإعلام الجديد، ووصفها بأنها خطوة تدل على ذكائه وحنكته وخبرته في المجال الإعلامي حيث استطاع إشهار نغماته تحقيق مكاسب تجارية أيضا من خلالها. وأوضح أن بعض الخطوات التسويقية التي يقوم بها المنشد قد تكون يسيرة في تنفيذها ومع ذلك تحقق مكاسب كبيرة، وقال: "هذا يدل على براعة المنشد وبعد نظره.. وهو ما نطمح أن نراه بشكل أوسع حتى يتم الارتقاء بهذا الفن العريق". ويضيف المتابع صالح حمدان أن فرص المنشد في الانتشار خلال شهر رمضان كبيرة، خاصة المنشدين الشعبيين الذين يحب الجمهور متابعتهم، وبذلك يكون شهر رمضان فرصة للانتشار، وقال: "رأينا مؤخرًا المنشد أنس أبو الخير الذي أطلق أنشودة باللهجة الحجازية ووضعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي مطلعها "زمزم مبخر في طاسة مكية ** وسمسم بتمرة سكرية" ولاقت إقبالا كبيرا، داعيا إلى استغلال المواسم وعلى رأسها رمضان لتسويق أناشيد جديدة وبطريقة ترتقي بهذا الفن الرفيع. ومن جانبه طالب المنشد عثمان الغزالي بإقامة مخيمات يجتمع فيها الناس برفقة المنشدين على أن تكون خالية من المحظورات التي تتناقض مع الشريعة الإسلامية، والعمل على نشر أعمال تليق بمكانة النشيد الإسلامي الذي بدأ باجتذاب جمهور واسع له من كل شرائح المجتمع. وأبدى الغزالي إعجابه الشديد بالمهرجانات والمخيمات التي تقام في الدول العربية الأخرى، وأوضح أن الحياة الإنشادية في الدول العربية مليئة بالمهرجانات والخيم التي يكتظ بها الزوار والمتابعون وهو ما يعد دعماً كبيراً للنشيد الإسلامي.