ألا يكفي شرفًا لهذه المساجد أن الله نسبها إليه في قوله تعالى ((وأن المساجد لله...)) وقال تعالى: ((ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)) فقد تم الإطلاع على ندوة «الرسالة» بجريدة المدينة في عددها رقم: ( 117978) يوم الجمعة بتاريخ 23/8/1433ه، وأود أن أبدي أسفي وامتعاضي الشديد من العنوان العريض الذي سطر عنوانًا للندوة، والذي تضمن عبارة تنافي الأدب الرفيع لتعظيم بيوت الله تعالى: التي نصها: (مساجد تحتضر...)؛ ألا يكفي شرفًا لهذه المساجد أن الله نسبها إليه في قوله تعالى ((وأن المساجد لله...)) وقال تعالى: ((ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)) ألا يكفي شرفًا ارتفاع نداء الحق: الله أكبر، من هذه المساجد وما يؤدى فيها من صلوات وذكر، ألا يوجد في عبارات اللغة العربية ما يتناسب من تقصير في دور المساجد الاجتماعي إلا هذه العبارة، لا ندعي كمالًا لدور الوزارة، لكننا موقنون أن المساجد في هذا البلد المبارك تقوم بدور عظيم في نشر الفضيلة ومقاومة الفساد والرذيلة ونشر الوسطية والاعتدال ونبذ الغلو والتطرف والمساهمة في مكافحة المخدرات، بل تقوم جمعية خيركم في محافظة جدة في كل عام بتخريج ما يقارب ألفًا من الحفاظ لكتاب الله من خلال تعليمهم في تلك المساجد التي يقوم أئمتها بدور كبير في إنجاح تلك الرسالة فكيف هي مع ذلك (تحتضر)، ونوقن أيضًا أن أئمة المساجد يقومون بالاضطلاع بدور مؤثر في إتمام جهود سائر القطاعات في المناشط الاجتماعية؛ عبر رسالة المنبر والمحاضرات والندوات، (والتي يبث منها مئات الحلقات في القنوات الفضائية) وعبر قيام الأئمة أيضًا بالإشراف على الملتقيات الشبابية والدعوية الموجهة للمجتمع بأسره. وأنبه هنا إلى أمرين: أولهما: أن الفضلاء الذين شاركوا في هذه الندوة لم يجتمعوا لإصدار حكم على المساجد، وإنما اجتمعوا بدعوة من القائمين على هذه الندوة لهدف سامٍ، وهو تبادل الآراء والمقترحات فيما يخدم المساجد ورسالتها تحت عنوان: (دور المسجد في تحصين المجتمع وفي البناء والإعمار)، فكيف يقلب هذا العنوان إلى حكم جائر كهذا الحكم الذي في اعتقادي لا يرضى به كل من شارك في هذه الندوة. وثانيهما: أنني تطرقت في هذه الندوة إلى موضوع بالغ الأهمية، وهو أنني أشرت باهتمام بالغ في هذه الندوة إلى ورشة عمل: ((المسجد وخطبة الجمعة المسؤولية والمشاركة في بناء الإنسان)) التي نفذتها إمارة المنطقة وفرع الوزارة بمتابعة وتنظيم فضيلة مدير عام فرع الوزارة بمنطقة مكةالمكرمة، والمبني على فكرة ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل حفظه الله، وبحضور وتوجيهات معالي الوزير سلمه الله، وأشرت إلى أن تطبيق توصيات الورشة سوف يعالج كل ما يدور في هذه الندوة، وسوف يحدث نقلة نوعية في خطة عمل واقعية وراقية لتوسيع مسؤولية الأئمة والمساجد، ولكن للأسف لم ينشر ما أشرت إليه عن الورشة في جريدة المدينة ((ندوة الرسالة)) هذه، ولذا تم إعداد هذا الرد المرفق، آملًا تكرمكم بنشر هذا الإيضاح كاملًا، ولكم وافر الشكر والتقدير. والله الموفق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته * مدير عام الأوقاف والمساجد بمحافظة بجدة تعقيب محرر «الرسالة»: ابتداء نحب أن نشكر مدير عام الأوقاف والمساجد في محافظة جدة على هذا التعقيب.. مع احترمنا لكل سطر كتب فيه، إلا أننا كنا نود من مدير عام الأوقاف ألا يشغل باله كثيرا بعنوان الندوة، حيث كان الأجدر به الانشغال بما أثاره الضيوف، حيث لا يخفى عليه - كما على الجميع - تلك الحزم الكثيرة من المؤاخذات التي أخذت على بعض المساجد سواء في محافظة جده أم في خرجها من سوء النظافة، أو تخلف الأئمة، أو التوزيع العشوائي لمواقعها.. إلى غير ذلك.. نقول ليته صرف تلك الأسطر على الاعتراف بالقصور ومحاولة تلافيها والمسارعة في علاجها الناجع.. فجولة واحدة لبعض المساجد خاصة في جنوب محافظة جدة وحدها تكفي.. إن مدير عام أوقاف ومساجد محافظة جدة يعلم علم اليقين أننا لا نسعى إلا من أجل الصالح العام، كشفا للخلل وتعرية له..!!