لم تمر الأمسية التكريمية التي نظمها نادي الطائف الأدبي على هامش ملتقى رؤساء الأندية الأدبية لأربعة من أدباء المنطقة ممثلين في ماجد الثبيتي، وأحمد هلال، وسامي جريدي، وجميلة العبيدي على النحو المعهود في حفلات التكريم من أريحية بعيدًا عن المنغصات والمعكرات، حيث شهدت الأمسية خروج أحد المكرمين ماجد الثبيتي عن (نص التكريم)، بالتطرق إلى استبعاد رئيس أدبي الطائف السابق لبعض الأسماء من الانتخابات، وما تم من تجاوزات في عملية تسجيل أعضاء الجمعية العمومية بالنادي، مما حدا بعريف الأمسية إلى مطالبته الالتزام ببرنامج التكريم دون الخوض في أمور أخرى. الثبيتي برر ل»المدينة» خروجه عن النص في ليلة تكريمه بقوله: لم يكن ما حدث مني في الأمسية تطاولًا أو تمردًا، بل كان نوعًا من إبراء الذمة، خاصة أنني كنت موظفًا حينها في النادي، ومسؤولًا عن موقع النادي، وشاهدًا على عملية الاستبعاد التي لم يكن لها مبرر ولم تكن نظامية، ولهذا أردت إيضاح أننا كمبدعين شباب نحتاج إلى أرضية خصبة نمارس فيها إبداعنا بعيدًا عن التوجهات الأحادية والوجهات الخاصة التي لم تكن الأندية منشأة لها؛ بل هي حق مشاع وعام للجميع، وأنا أقدر تكريم أدبي الطائف لنا، وهي بادرة مشرقة من هذه الكوكبة المبدعة والتي تتربع على عرش المجلس الجديد. وختم الثبيتي حديثه معترضًا على مقاطعة مدير الأمسية له بقوله: مدير الأمسية هو رئيس جمعية الثقافة والفنون، ولم يكن من حقه أن يصادر رأي أحد، وكان عليه أن يعلم أنه في ناد للجميع، ويتقبل مجلسه الجديد الرأي والرأي الآخر. ورغم هذا الموقف فقد نال الثبيتي التصفيق عندما أهدى إنجازه وتكريمه لفوزه بجائزة الشارقة للقصة القصيرة عن مجموعته «الفهرست وقصص أخرى» للعم معتوق السليماني - رحمه الله - عامل القهوة في النادي الذي كان من المخلصين خدم النادي لأكثر من 30 عامًا. وتعقيبًا على ذلك يقول رئيس نادي الطائف الأدبي عطا الله الجعيد: ما تحدث به الثبيتي هو رأيه، ومن حقه أن يقول ما شاء، وله حرية القول وإبداء الرأي، ونحن في مجلس إدارة النادي لا نمارس إقصاء الرأي بل نترك للجميع حرية الفضاء ليقولوا ما شاءوا، فالنادي ملكهم ولن ولم نصادر رأي أحد أو نحجبه أو نمنعه، فمن حق الثبيتي وغيره أن يبدوا وجهة نظرهم او ينتقدوا الإدارة السابقة أو الحالية، وهذا حق مشروع للجميع، وأؤكد ثانية أننا في المجلس الجديد نفتح آفاق الإنصات والتقبل لكل رأي مختلف، أو وجهة نظر لأننا نؤمن بأن للجميع الحق في قول ما يشاءون متى شاءوا، ولم نوصد أبواب النادي أو نوصد أسماعنا عن الجميع؛ بل نرحب بكل رأي وإن اختلف معنا. وختم الجعيد حديثه بقوله: الثبيتي مبدع وحقق جائزة ليس للطائف بل باسم الوطن لهذا كرمناه هو ومن حقق مثله، وهو عضو في الجمعية العمومية ومسابقات النادي القادمة مشرعة له ولأمثاله بالمشاركة والتفاعل إيمانًا منّا بأن هذا واجبنا في المجلس الجديد أن نحتضن كل مبدع ونكرم كل متميز فالنادي هو لأبناء وبنات الطائف ممن لهم علينا حق الاحتضان لمواهبهم ولنا عليهم التواصل والإقبال على النادي. وكان حفل التكريم قد شمل بجانب الثبيتي، أحمد الهلالي الفائز بالمركز الخامس في المؤتمر العلمي الثالث بالرياض عن بحثه «الغراب في الشعر الجاهلي» والذي حمل تساؤلات حول أسباب تشاؤم الناس من الغراب، وقدم قراءة للغراب في الشعر الجاهلي، ودلالاته التي اختلفت من شاعر لآخر ولكنها كانت تمثل رأيا عاما، بجانب تكريم جميلة العبيدي الفائزة أخيرًا بجائزة الشارقة بدراستها «سيرة مكان ممكنة بنية السرد في رواية طوق الحمام لرجاء عالم»، مشيرة إلى أن رجاء عالم في هذه الرواية منحتنا أفقًا وموروثًا، ودراستي لها كانت تتناول نزق المكان وضجيجه وما قد يناله من بؤس من منظور فلسفي، إضافة إلى عتبات الرواية وطرق عرض الراوي والشخصيات وشعرية المتن. رابع المكرمين سامي جريدي جاء تكريمه على جائزة الشارقة في البحث النقدي التشكيلي للجائزة الثالثة في الدورة الرابعة كأول خليجي ينال هذه الجائزة في النقد التشكيلي منذ تأسيسها، والتي تمنحها إدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، عن بحثه «المفاهيمية في الفن التشكيلي السعودي».