نشرت صحيفة الأهرام المصرية تحت عنوان: «أستاذة جامعية تنصح طالباتها بالزواج». قالت أستاذة جامعية في انجلترا وقفت هذا الأسبوع أمام مئات من طلبتها وطالباتها تلقي خطبة بمناسبة استقالتها من التدريس. قالت : ها أنا قد بلغت الستين من عمري، وصلت فيها أعلى المراكز، نجحت وتقدمت في كل سنة من سنوات عمري، وحققت عملاً كبيراً في المجتمع، كلٌ دقيقة في يومي كانت تأتي عليَّ بالربح، حصلت على شهرة كبيرة، وعلى مال كثير، أتيحت لي الفرصة أن أزور العالم كلّه، ولكن، هل أنا سعيدة الآن بعد أن حققت كل هذه الانتصارات؟! لقد نسيت في غمرة انشغالي في التدريس، والتعليم، والسفر، والشهرة، أن أفعل ما هو أهم من ذلك كلّه بالنسبة للمرأة. نسيت أن أتزوج، وأن أنجب أطفالاً، وأن أستقر. إنني لم أتذكر ذلك إلا عندما جئت لأقدم استقالتي، شعرت في هذه اللحظة أنني لم أفعل شيئاً في حياتي، وأن كل الجهد الذي بذلته طوال هذه السنوات قد ضاع هباءً، سوف أستقيل، وسيمر عام أو اثنان على استقالتي، وبعدها ينساني الجميع في غمرة انشغالهم بالحياة، ولكن لو كنت تزوجت، وكوّنت أسرة كبيرة ، لتركت أثراً كبيراً وأحسن في الحياة. «إن وظيفة المرأة هي أن تتزوج، وتكوّن أسرة، وأي مجهود تبذله غير ذلك لا قيمة له في حياتها بالذات، إنني أنصح كل طالبة أن تضع هذه المهام أولاّ في اعتبارها، وبعدها تفكر في العمل والشهرة»ا.ه. هي نسيت أن تتزوج، ولم تجد من يذكّرها، وها نحن نذكّر الجميع من فتيات وشباب بأن الزواج له عمر، إن فات ذهب طعم الزواج، وجف ماؤه، ولم يعد لأرضه أمل في الحياة. الزواج ليس حفلة ومتعة، بل هو زينة الحياة الدنيا، جعله الله تعالى استقرارا للمجتمع، وسعادة للإنسان. وها هي دكتورتنا التي نسيت أن تتزوج، لم يغنها منصبها عن الزواج، ولم يمحُ تقدمها في السن حسرتها على فوات القطار؛ ولذا .. لا تنفع المكابرة أمام فطرة غرسها الله في أرواحنا، وجعلها رحمة ونعمة لنا. قصة هذه الدكتورة هي عبرة، ولكن السعيد من أتعظ بغيره، والشقي من أتعظ غيره به. قد تكابر إحدى الفتيات العوانس وتقول: أنا غير؛ ونحن نقول لها: هل تريدين أن تكون قصتكِ مختلفة عن الغير، فهي مليئة باللوعة والحزن والحسرة؟!! أفيقوا؛ فهي نسيت أن تتزوج، وأنتم .. ماذا تقولون؟!. عبد العزيز جايز الفقيري- تبوك