(المُواطِن صَالِح) ربٌّ لأسرة فقيرة الحال، توصف بأنها ذات دخل محدود؛ ذلك في الزمن الماضي؛ أما اليوم فالوصف الصادق لها بأنها ذات دخل مفقود! (المُوَاطِن صَالِح) بالكاد يستطيع براتبه المتواضع أنّ يُؤَمِّن الحياة البسيطة لأسرته الصغيرة؛ وفي سبيل تأمين بعض الضروريات اضطرّ للاقتراض من هذا البنك أو ذاك! المهم حياة (المُوَاطِن صَالِح) وأسرته تسير رغم الأمواج التي تتقاذفها؛ وهذه الأيام ورغم نقاء (المُوَاطِن صَالِح) وصفاء سريرته مع الجميع؛ إلا أن كابوساً يطارد نومه! فكلما أغمض عينيه البريئتين مستسلماً للنوم يرى ثلاثة ذئاب تقترب منه، فَاغرَة الأفواه، تَسُنّ أنيابها لتمزيقه! نعم إنها الآن تقترب منه، يَصْرخ، ينادي، يَاه ، لا أحَد يسمعه أو يلتفت له؛ يستيقظ من نومه فَزِعاً يلهَثُ، وقد ذهب صوته، وجَفّ ريقه، وتجمدت الدماء في عروقه! يا الله هذا الحُلْم، أو ذلك الكابوس أصبح يزور (المُوَاطِن صَالِح) كل ليلة، وتلك الذِّئَاب تحاول التهامه كلّ مساء! وهنا أجزم أن حُلْم (المُوَاطِن صَالِح) واضح لا يحتاج إلى شَيْخٍ أو دكتور يزعم قدرته على تَحْضير الأحلام، وأيضاً علاج (المُوَاطِن صَالِح) وإنقاذه من تلك الذِّئاب أوضح لمن أراد! أما تلك الذِّئَاب الثلاثة: فأولها مستلزمات شهر رمضان بخصوصيتها الأسرية والاجتماعية في ظلّ غلاء أسعارها لِجَشع بعض تجارها! وثاني الذِّئاب المفترسة مصاريف العيد لأسرة لابد أن يفرح أطفالها( ولو بالقليل )؛ رغم فقرها! أما ثالث الذِئَاب التي تريد سَحْق (المُوَاطِن صَالِح) فهو مصروف المدارس وأدواتها!! فماذا يفعل (المُوَاطِن صَالِح)، وكيف يمكن إنعاشه وحمايته من تلكم الذئاب المفترسة؟! الدواء والعلاج الناجح أن تتحرك الجهات المعنية،بمكافأة مقطوعة لكل مواطن في هذا الشهر أو الموسم لا تكتفي بالموظفين، ولا تنسى المتقاعدين والعاطلين. ثم بإصدار بطاقات تموينية مجانية للأسر المحتاجة تمكنها من الحصول على الضروريات من المواد الغذائية والملابس والمستلزمات الدراسية؛ وكذلك مراقبة الأسواق؛ فهل تفعلها الجهات المعنية؛ لِتُنْقِذ (المُوَاطِن صَالِح)! [email protected]