حذّر سماحة المفتي رئيس هيئة كبار العلماء، ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من دعاة الانهزامية، الذين يتقاعسون في ابلاغ دعوة لله للغير وتعريفهم بدين الاسلام، دين التوحيد والعقيدة الخالصة، وقال: إن هناك بعض المسلمين منهزمون نفسيًا ودعويًا ولا يثقون في انفسهم مما يجعلهم لا يقومون بدورهم في نصرة دينهم وعقيدتهم، مشيرًا إلى وجود الآلاف بيننا من غير المسلمين ممن جاءوا للعمل عند الافراد والمؤسسات والهيئات، ولو أحسنّا التعامل معهم وعاملناهم بخلق الاسلام، والمعاملة التي أمرهم بها الله من مودة ورحمة وحسن خلق لدخل المئات منهم الاسلام، كما كان يفعل صحابة رسول الله وأسلافنا في معاملة غير المسلمين، مما جعل شعوب وممالك تدخل في الاسلام، وقال سماحته في خطبة الجمعة التي ألقاها في الجامع الكبير بمنطقة قصر الحكم، وسط الرياض والتي خصصها للحديث عن حقوق الجار والاحسان إليه: إن تقصير المسلمين في دعوتهم أمر عظيم، وتخلّيهم عن أخلاق الإسلام مصيبة كبيرة، مطالبًا أن يتمثل المسلمون اخلاق الاسلام قولا وعملا، ويضربوا الانموذج للآخرين، وقال: ان اصحاب رسول الله لما فتحوا البلاد وساسوا الناس بالعدل والاحسان والدين ورأى الناس فيهم الخلق الرفيع والورع وحسن المعاملة تتطابق مع اعمالهم دخلوا في الاسلام وانتشر الاسلام على أيديهم بهذه الأخلاق لا بحدّ السيف، ولا باحتقار الناس او اجبارهم على شيء او هضم حقوقهم والجور على ممتلكاتهم، فقد مثّل سلف الأمة صورة الاسلام الحقيقية، وضربوا الأنموذج الذي يحتذى، وقدم الرعيل الاول الصورة الحية للإسلام .وأكد سماحة المفتي العام على ضرورة أن يقوم كل منّا بواجبه الدعوي، خصوصًا بين جيراننا، وقال: إن من آذى جارًا له او انتقص حقا من حقوقه عليه أن يتوب ويرجع ويدرك نفسه ويرد المظالم ويكفّ عن أذى الجار، مشيرًا إلى وسائل كثيرة للإحسان إلى الجار منها الهدية ولو كانت بسيطة، والتنازل عن بعض الحقوق، وأن يأمن جاره بوائقه، فلا يزعجه ولا يؤذيه ولا يقلقه، ولا يتجسس عليه ولا يطلع على عوراته، وأن يحفظ عرضه وماله، وإن وجد مخالفة فإنه ينصحه بالحسنى همسًا في أذنه بأسلوب هيّن ليّن، وبالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يعوده إذا مرض، ويقدم له المساعدة إن كان فقيرًا، ويسأل عنه ويقضي حاجته .