أجمع خبراء اقتصاد مصريون على أن زيارة الرئيس المصري محمد مرسي إلى المملكة كأول زيارة خارجية له بعد انتخابه رئيسًا للبلاد لها دلالات رمزية إيجابية على اقتصاد البلدين، مؤكدين أن المملكة ومصر تسعيان إلى تذليل كافة العقبات الاقتصادية بينهما وصولًا نوعية في شراكتهما الاستراتيجية. وتوقع الخبراء زيادة حجم التجارة البينية بين البلدين خلال الأعوام القادمة بعد زيارة مرسي، مؤكدين أن التفاهم السياسي بين القاهرةوالرياض هو أساس تقدم العلاقات الاقتصادية. وقال المهندس حسين صبور رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين: إن زيارة الرئيس مرسي إلى المملكة كأول زيارة خارجية له تؤكد على أهمية العلاقات الاقتصادية السعودية المصرية، منوهًا أن الزيارة سوف يكون لها مدلولها الاقتصادي بين البلدين في زيادة حركة التبادل التجاري بينهما خلال السنوات القادمة، خاصة وأن هناك رغبة من كلا الطرفين لإزالة أي عقبات تواجه استثماراتهما وتجارتهما البينية، نتيجة تفهم الطرفين لأهمية كل منهما للآخر، واصفًا العلاقة الاقتصادية بين البلدين بأنها علاقة تكامل، وأنهما تمثلان رمانة الميزان في العمل العربي المشترك. وقال صبور إن البلدين قادتا الأمة العربية عبر العقدين الماضيين بشكل لافت للنظر، وان تطابق وجهة النظر بين الرياضوالقاهرة كان ولا يزال العامل الأساسي في تجاوز العالم العربي لكثير من المحن، مطالبًا بأهمية الحفاظ على قوة العلاقات بين البلدين لأنها تمثلان قوة للعالمين العربي والإسلامي بما تحمله الدولتان من رؤية ومنهج يتسم بالعقلانية في التعامل مع الأزمات، خاصة أن العاصمتين العربيتين تكتسبان احترامًا وتقديرًا سواء من المجتمع العربي أو المجتمع الدولي. وأوضح أن المملكة قيادة وشعبًا سوف تستمر في دعم الرئيس المصري الجديد. من جانبه، قال الدكتور وزير الاقتصاد الأسبق إبراهيم فوزي إن الزيارة تعد نقلة نوعية في دمج العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مما يزيد من فرص التعاون المشترك بين الشركات المصرية والشركات السعودية وتوسيع السوق أمام منتجات البلدين، ويخلق أيضًا تكتلًا اقتصاديًا قويًا وفعالًا قادرًا على مواجهة التكتلات الاقتصادية الإقليمية الأخرى، موضحًا أن اختيار المملكة من قبل الرئيس المصري رسالة يبعث بها للعالم اجمع يؤكد فيها اهتمامه بالبعد العربي في علاقاته الخارجية، خاصة المملكة لكونها دولة عربية كبرى ذات ثقل سياسي واقتصادي، وأن مرسي يسعى خلال زيارته للمملكة ولقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبعض المسؤولين هناك ليؤكد على عمق العلاقات التاريخية بين الجانبين، وأنها مستمرة وفى ازدهار، متوقعًا بأن تكون العلاقات الاقتصادية بين المملكة ومصر أقوى مما كانت عليه خلال نظام مبارك. وقال الخبير الاقتصادي الدكتور حاتم القرنشاوي: إن زيارة مرسي للمملكة تعد زيارة تاريخية لكونها الأولى له خارجيًا، متوقعًا استقبال حافل وكبير له يعكس استيعاب الطرف السعودي لمغزى الزيارة. وأشار إلى أن هناك مصالح متبادلة بين المملكة ومصر يحكمها الاستثمار والدخل والعمالة المصرية، وأن التاريخ الطويل من التعاون السياسي والاقتصادي والتنسيق في المواقف الإقليمية زاد من قوة العلاقات بين البلدين وجعلها قادرة على مواجهة الأزمات والتوترات. وتوقع حاتم بأن يحصل الرئيس المصري على وعود سعودية باستمرار الدعم المادي لمصر، وهو أمر يأتي على قائمة أولويات الرئيس لدعم مشروع النهضة، كما سيناقش مع السعوديين المسائل المتعلقة بالتبادل التجاري والمشروعات السعودية بالقاهرة، وقال إن مرسي سيكون حريصًا خلال زيارته على زيادة التبادل بين البلدين، لأنه إلى جانب الدعم المادي المباشر الذي سيحصل على وعود به، سيؤدي التبادل التجاري لإنعاش الحالة الاقتصادية في مصر. وأضاف أنه خلافًا لما يتصوره البعض فإن العلاقات السعودية المصرية في المجال التجاري والاقتصادي لم تتأثر بعد الثورة بحسب الأرقام الرسمية.