يتصدّر «مشروع العمر» فعاليات اليوم الأخير لبرنامج «بدار 1» الذي يختتم فعالياته بعد غد «الخميس» ويرتبط المشروع بقيام الطلاب والشباب الذين لم يحصلوا على وظائف بعدُ بوضع تصورات لمشروعات مستقبلية مبنية على خطط مدروسة. وحرصت الجهة المشرفة على «بدار» والتابع لبرنامج الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم على تعليم وتدريب الطلاب كيفية اتخاذ أفضل الخطوات ليرى مشروعهم النور بدءًا من اختيار اسم المشروع إلى اللوجو والفئة المستهدفة، وكيفية اختيار مصادر المواد الخام، فيما تشرف مجموعة من المدربين التابعين لشركات متخصصة على تدريب الطلاب بناءً على خططهم لمشروع العمر. ويشهد اليوم الأخير للبرنامج اختيار أفضل فكرتين لمشروعين تجاريين مقدمان من الطلاب، ويشرف على عملية التقييم عدد من الخبراء و الإداريين بشركات عالمية من بينها «غوغل» و «ناشيونال جيوغرافيك» و»ياهو» و»بريتيش تيليكوم» و «إس أيه بي ساب» ، فيما تبين أن غالبية المشروعات مرتبطة بالعمل التجاري باعتباره أكثر ربحية وعائدا من الوظائف ذات الرواتب الثابتة، وهو ما ينطبق مع قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :» تسعة أعشار الرزق في التجارة «. وفي لقاءات ل « المدينة « مع عدد من الشباب في منافذ البيع لتطبيق أفكارهم على أرض الواقع ،كان أمجد يعقوب على طاولة العرض يبيع «البطاطا» مع ولديه اللذين يشاركان في البرنامج وأكد سعادته بالمشاركة في البرنامج ووصفه بالبادرة الطيبة التي تعلم الشباب الاعتماد على النفس بتعلم مهارات البيع والشراء التي تنفعهم في مستقبلهم. وقال بأن هذه المهارات يجب أن تدرس في المرحلة الثانوية العامة، وأوضح أن هذه البرامج تركت أثرا إيجابيا على شخصيتهما وطورت من مفاهيمهما ووسعت مداركهما وزادت وعيهما بما يحدث من حولهما في سوق العمل والحياة. بطاطا وملابس وشرح ابنه» رامي» فكرة «مشروع العمر «الخاص فيه وقال :» أحلم بإنشاء ناد ترفيهي لذوي الاحتياجات الخاصة حيث لا يوجد أي منها بالمملكة، وقد قمت بجمع بيانات من النوادي الرياضية ولمست إقبالهم على فكرة المشروع بشدة، وأنا في طور إجراء الدراسات ،واطلع هذه الأيام على التجارب المشابهة في الخارج للوصول إلى فكرة جديدة أفضل وأحاول تلمس احتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة في هذا الصدد من خلال إجراء مقابلات شخصية معهم». أما يوسف باعقيل - في الصف الثاني ثانوي والذى كان يبيع ملابس أطفال فقال بأن البرنامج ممتاز وتعلّم فيه كيفية إدارة الأعمال، وتقبّل الخسارة كجزء من العمل التجاري، وأشار إلى أن المدربين ممتازون ولم يشعروهم بالملل رغم أنهم في العطلة الصيفية وأبدى استعداده للمشاركة في البرنامج مرة أخرى. ويوضح أصيل منشي أنه باع وزملاؤه ثماني قطع من أساور الطاقة وقال بأن البرنامج مفيد من جميع النواحي وخصوصا الجوانب العملية، وأوضح أنه استفاد خصوصا في الجانب الحسابي. عزيمة بعد تردد . وفي أحد أجنحة البيع يتفاخر عبدالرحمن فرحات بتفوقه على زميله منشي الذي يبيع نفس السلعة (أساور الطاقة)، وأخبرنا أنه باع كامل الكمية البالغة أربعا وعشرين قطعة، وعندما سألناه كيف استطاع ذلك أخبرنا بأن ذلك تم عبر إغراء الزبون بعروض التخفيض، وقال:»كنت أخفض السعر إن اشترى الزبون 4 قطع دفعة واحدة». وأضاف بأنه تاجر بالفطرة وأن دروس البرنامج أفادته في اكتساب الجرأة على ممارسة البيع دون خجل، ودفعته المنافسة مع زملائه للإبداع في عملية البيع، ووصف شعور حصوله على مكاسب البيع بالجميل، وتابع:»أخطط مستقبلا لعمل مشروع خاص عبارة عن مركز تجاري ضخم تحت الأرض على هيئة مدائن صالح ، وسأجعل المركز تحت الأرض حتى ينفصل زائره عن الواقع مما يعطي إيحاءً بوجوده في مدائن صالح فعليا». ويبيع عبدالرحيم رحيم وزملاؤه مباخر وفوانيس ،وعزا سبب اختياره لهذه البضاعة لمناسبتها لشهر رمضان الذي بات على الأبواب. وفى لقاء مع بعض المدربين وممثلي الشركات المشاركين في البرنامج قال حاتم حكيم - مشرف تربوي - مدرب - ماجستير إدارة أعمال - :» نحن نتعاون مع شركة «تطوير» إحدى شركات مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم، ونهدف إلى تعليم وتدريب الطلاب بتأسيس عمل خاص لهم «. وأوضح أن برنامج «بدار» يقع خارج إطار المدرسة لكنه يفتح للطلاب أبواب العمل من خلال تعليمهم بناء خطة العمل وكيف يحتسبون التكلفة الثابتة والمتغيرة وهامش الربح إضافة إلى فن التفاوض حتى لا ينزل مستقبلا للسوق وهو لا يعرف شيئا أبدا. أما أحمد الغامدي - مدرب - فذكر أن تفاعل الطلاب والذين يبلغ عددهم 60 طالبا تقريبا رشحتهم مدارسهم، وذكر أن عدد المتخلفين عن البرنامج قليل جدا، بالرغم من أن البرنامج ينعقد خلال الإجازة الصيفية ويبدأ من الثامنة صباحا إلى الخامسة عصرا ووصفهم بأنهم راضون ومتحمسون جدا . هواية وأرباح ووصف تجربة البرنامج بأنها جديدة مؤكدا أن 90% من الطلاب لم يمارسوا البيع والشراء بقصد التربح ولم يمارسوا التفاوض مع الزبون للوصول لأفضل سعر، مشيرا إلى أن البرنامج لم يستهدف مستوى دراسيا معيّنا أو طلاب الامتياز فقط. ويشير عماد عبدالصمد - أحد مسؤولي شركة «نفتي»- الى أن البرنامج الذي ترعاه شركته عالمي ومنفذ في عدد من الدول بنفس المنهج الذي قام بتعريبه المدربون ليناسب البيئة السعودية. وبين أن البرنامج يستهدف الطلاب ما بين عمر الخامسة عشرة والسابعة عشرة و يمنح الفرصة خصوصا للطلاب الذين يتعثرون في تعليمهم لفتح عمل تجاري خاص والنجاح في حياتهم دون مؤهل جامعي، وذلك عبر تعليمهم المهارات الإدارية والمحاسبية. وأشار عبدالصمد إلى أن البرنامج حقق نجاحا في العديد من الدول مثل الصين والبرازيل وكندا وبريطانيا وهولندا وتشيلي، شارحا أن دور شركة «نفتي» يقتصر فقط على التدريب والمنهج الذي يتطور بمساعدة المدربين ، ولا تقدم تمويلا لكنها من الممكن أن تسوق لبعض أفكار المشروعات المميزة لدى رعاتها مثل البنوك والمستثمرين، وفي سبيل ذلك تقيم الشركة حفلا سنويا في نيويورك لتكريم الطلاب ممثلي البلدان العشرة التي يقدم فيها البرنامج وتحدث هناك تصفية على مشروعات الطلاب لاختيار الأكثر تميزا من بينها. مدير البرنامج: أحد رجال الأعمال تبنى مشروعين وعرض وظائف على الطلاب أوضح مدير برنامج «بدار» الدكتورعبد الإله السليماني خلال تغطية «المدينة» لفعاليات « بيع المنتجات « لطلاب خضعوا لدورة تدريبية في عمليات البيع والشراء في احد المراكز التجارية التجاري بأن برنامج «بدار» من المشروعات النوعية التي ينفذها برنامج الملك عبدالله لتطوير التعليم ويتميز بأنه الأول الموجه مباشرة للطلاب على عكس البرامج السابقة التي كانت موجهة للمعلمين والمعلمات والقادة التربويين. وأوضح بأن البرنامج يركز على تزويد الطلاب بمهارات الحياة والقرن الواحد والعشرين، وتعليمهم وتدريبهم على مهارات التفاوض والبيع والشراء والتسويق ليس للمنتجات فقط بل وحتى للأفكار وذكر أن أحد رجال الأعمال بالرياض تبنى مشروعين وعرض وظائف على جميع الطلاب الذين أعجب بأفكارهم للعمل خلال العطلة السنوية. وأشار د.السليماني إلى أن أنشطة البرنامج الموجهة لطلاب المرحلة الثانوية والذي يطبق لأول مرة في المملكة ودول الشرق الأوسط تهدف أيضا إلى اكتشاف مواهب الطلاب ومساعدتهم على تحديد هدفهم الدراسي، ليتم إعدادهم لسوق العمل. وأضاف بأنه وقبل البدء في فعاليات البرنامج تم إعداد 12 مدربا ومدربة من المتميزين في قطاع التعليم الذين سيعطون الدورة التدريبية للطلاب بواسطة شركة «نفتي» الأمريكية (معهد إعداد المبادرين) في شهر مايو الماضي. وقال د.السليماني : إن البرنامج يعكس توجه وزارة التربية والتعليم الحالي بتزويد الطلاب إلى جانب المعلومات الدراسية بمهارات الحياة وهو ما يسمى بنشاط السوق، موضحا أن فكرة البرنامج ارتكزت على تزويد كل طالب بميزانية محددة وتدريبه على كيفية استثمارها من خلال تعليمه مهارات التفاوض والبيع والشراء. وأشار إلى أن المشروع ينقل صورُا حية مباشرة للحديقة على شبكة الإنترنت بمقابل مادي لمن يرغب من المصابين بالحساسية من الحيوانات من مشاهدتها دون الاقتراب منها. وأضاف:» وفي هذا المسعى أيضا قامت اللجنة المنظمة للبرنامج بإحضار بعض رجال الأعمال العصاميين الذين بدأوا أعمالهم التجارية من الصفر خلال مراحلهم الدراسية المبكرة، لنقل صورة للطلاب بأن هؤلاء الناجحين بدأوا أحلامهم منذ سن الدراسة وخططوا لها مبكرا».