بينما يعيش العالم حالة من القلق وعدم الاستقرار، تنعكس حتما على ما يجري حولنا (نحن في منطقة الخليج خاصة) من مؤامرات يشيب لها الوليد، وما يُرصد لنا في الخفاء من مخططات مكر تزول منها الجبال.. يخرج علينا من يزعم أنه وربعه يمثلون وحدهم لا غير الفرقة الناجية يوم القيامة. فضيلته لا فُض فوه ولا شُلت يمينه أصدر صكا يرسم الحدود الجغرافية للمنطقة الضيقة جدا (مقارنة بمساحة هذا الكوكب الهائل) والتي ستكون وحدها قطعة من الجنة بما فيها من بشر وحجر. وأما بقية الأرض فمصيرها النار لا غير. إنها بلا شك قطعة من الأرض مقدسة، وغيرها رجس من عمل الشيطان لا يستحق إلا النار خلودا أبدياً لا نهاية له. أحدهم أشار بخبث ظاهر إلى فكرة جهنمية لا أعتقد أنها خطرت على صاحب الصك المشار إليه، إذ يتوقع صاحبي هذا أن عددا من هوامير العقار الكبار (الذين يمتلكون الفيافي والقفار) هم وراء هذا الصك (المقدس)، فالكل يريد البقاء في الجنة . وراهن صاحبي إن سعر المتر الواحد سيرتفع إلى مائة ألف ريال قريبا لأن أثرياء المسلمين سيتنافسون على الأرض المقدسة طمعا في نعيم الدنيا والآخرة. وخبيث آخر قال إنه سيعيش جاهلا في الأرض المقدسة لأنه خير من ألف عالم فيما غيرها، وتحسر على أولئك العلماء المساكين الذين حفيت أقدامهم في طلب العلم ونشر الدعوة. وتساءل مستغربا عن مصير السابقين الأفذاذ من أمثال ابن تيمية رحمه الله الذي عاش في الشام بعيدا عن الأرض المقدسة، داعيا له بالرحمة والمغفرة. وآخر طالب بتوسيع المقابر وتكثير عددها، حتى يمكن استقبال ملايين الطلبات لنقل رفات أموات المسلمين الذين دُفنوا في غير الأرض المقدسة، عسى أن يكونوا من المحظوظين الناجين، وفي الجنة خالدين. وآخرون سيوصون حتما بالدفن فيها عند الممات إن لم يستطيعوا العيش فيها قبل الممات. رضي الله عن سيدنا الفاروق عمر الذي كان يخشى على نفسه النفاق وهو الشهيد المبشر بالجنة. [email protected]