توقع الدكتور شريف بلال أستاذ الفيزياء النووية وخبير الوقاية من الإشعاع بجامعة قناة السويس»150 كم شرق القاهرة» أن يكون الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي توفي عن 75 عامًا بمستشفى في فرنسا عام 2004 بعد مرض مفاجئ حير الأطباء أن يكون توفى ب «البولونيوم»وهو معدن سام مشع، تؤدي الطاقة الناجمة عنه إلى تدمير جينات خلايا الجسم وقتلها، أو تحويلها إلى خلايا سرطانية، مشيرًا إلى أن جرام واحد منه يمكن أن يدمر جسم الإنسان في لحظات. وقال بلال ل»المدينة» إن «البولونيوم» لا يشكل خطرًا على الإنسان ما دام خارج جسمه، لكن إذا تم ابتلاعه أو استنشاقه أو حقنه، فإنه يكون مميتًا ببطء، إذ تدمر الإشعاعات الصادرة عنه خلايا الجسم، ويحتفظ بفعاليته لمدة أربعة أشهر داخل الجسم، موضحًا أن الجرعة السامة منه كافية لقتل أي إنسان، «تساوى واحد من مليون جزء من الجرام» أي ما يعادل جزءًا واحدًا من 500 ألف جزء من حبة أسبرين، موضحًا أن تشخيص الإصابة بالبولونيوم في البداية صعب جدًا، ولا يمكن اكتشافه بأجهزة رصد الإشعاعات المعتادة، ولا تظهر الإصابة به إلا بظهور بعض الأعراض المرضية، مثل الإصابة بفقر الدم وضعف مناعة الجسم وتساقط الشعر واضطرابات الجهاز الهضمي وهو ما حدث بالفعل لعرفات، لافتًا إلى أن مادة البولونيوم تعتبر إحدى أنجع أنواع السم التي تستخدم في عمليات الاغتيال السري، لأن الإصابة به لا يتم اكتشافها إلا بعد أسابيع، وربما بعد شهور. وأضاف د. بلال أن البولونيوم نادر جدًا في الطبيعة، ويوجد بكميات ضئيلة جدا في التربة والهواء والمياه، ويشتق من الصخور المحتوية على اليورانيوم، أو من خلال تفاعلات كيميائية تولده من مادة اليورانيوم، يوجد البولونيوم أيضا في التبغ، ويعتقد أنه أحد المكونات الرئيسية التي تجعل التدخين يسبب السرطان، منوهًا إلى أن تحليل رفات عرفات قادر على تحديد إذا كان قد مات بمادة البولونيوم المشعة أو من عدمه، خاصة رفات المخ تحديدًا لان نسبة تركيز البولونيوم سوف تكون فيه أكثر عن باقي الجسم، وقال: إن ''ياسر عرفات استشهد في ظروف غامضة لم يكن يصح السكوت على خبر وفاته المشكوك فيها حتى هذه اللحظة، مطالبًا السلطة الفلسطينية بتشكيل لجنة تحقيق دولية في ''اغتيال'' الرئيس الفلسطيني الراحل، على غرار لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.