كشف رئيس الوحدة التنفيذية للإشراف على مخيمات النازحين أحمد محمد الكحلاني عن الوضع المأساوي الذي يعيشه نازحو محافظة أبين (جنوب)، مؤكدًا أن أكثر من 160 ألف نازح ونازحة من سكان المحافظة التي حررها الجيش اليمني، ومقاتلو اللجان الشعبية منتصف الشهر الماضي من مسلحي تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، والجماعات المتشددة الموالية للقاعدة، لا يزالون يعيشون في محافظتي عدن ولحج التي غادروها فارين من الحرب التي نشبت هناك، عقب سيطرة الجماعات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة على المحافظة أواخر مايو العام الماضي. وقال الكحلاني ل»المدينة» إن نازحي محافظة أبين لا يستطعون العودة إلى منازلهم للدمار الذي لحق بمنازلهم، والتخريب الذي تعرضت له الخدمات في المحافظة، فضلاً عن الألغام والأجسام المتفجرة التي زرعتها القاعدة في الطرقات، ومنازل المواطنين، والمرافق الحكومية. وأضاف المسؤول اليمني أن النازحين يعانون من وضع إنساني صعب للغاية بسبب طول فترة نزوح خارج مساكنهم ومناطقهم، والتي تجاوزت العام، مشيرًا إلى أن هناك أيضًا نحو 350 ألف نازح ونازحة من الصراع والحروب التي دارت بين الحكومة وجماعة الحوثيين مؤخرًا في محافظات صعدة والجوف وحجة وعمران، لا يزالون يعيشون في مخيمات النزوح من قراهم، ولم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم وقراهم في مناطق الصراع بتلك المحافظات، مؤكدًا أن نازحي أبين يعانون وضعًا إنسانيًّا صعبًا للغاية بسبب طول فترة النزوح خارج مساكنهم ومناطقهم، والتي تجاوزت العام. وقال إن عدد الأسر التي نزحت جراء المواجهات مع عناصر القاعدة في أبين وصلت إلى أكثر من 35 ألفًا و225 أسرة، بعدد 181 ألفًا و471 فردًا موزعين على عدد من المحافظات أغلبها في مدارس في محافظتي عدن ولحج». وأوضح مسؤول إدارة النازحين في اليمن وهي إدارة استحدثت خلال الحروب الستة التي خاضتها الحكومة اليمنية مع جماعة الحوثيين في شمال البلاد أن عدد الأسرة النازحة من مديريات محافظة أبين جراء المعارك الدائرة بين وحدات من الجيش والأمن واللجان الشعبية من جهة، وعناصر تنظيم القاعدة والجماعات التابعة له من جهة أخرى، بلغت 35 ألف أسرة يصل عدد أفرادها إلى أكثر من 160 ألف نازح، مسجلين لدى الوحدة التنفيذية للإشراف على مخيمات النازحين. ونوّه الكحلاني الذي كان وزيرًا لشؤون مجلسي النواب والشورى في حكومة الدكتور علي مجور السابقة، إلى أن مساعدات غذائية تصرف شهريًّا عبارة عن مادة الدقيق والقمح مقدمة من برنامج الغذاء العالمي، في حين تقدم الوحدة التنفيذية مساعدات إضافية تشمل مادة الأرز والسكر والبقوليات وغيرها، لكنها لا تسد حاجة النازحين ولا تخفف من معاناتهم. وقال «إن عدد النازحين من محافظتي أبين وصعدة المسجلين لدى تقدم الوحدة التنفيذية يتجاوز 535 ألف نازح، تُقدم لهم مساعدات غذائية، بالإضافة إلى الكثير من النازحين غير المسجلين لدى الوحدة التنفيذية». وأشار المسؤول اليمني إلى أن وحدته نسقت مع وزارة التربية والتعليم في استيعاب الطلاب والطالبات أبناء النازحين من أبين الموجودين في محافظة عدن في العام الدراسي المقبل في حال دخول العام الدراسي قبل الانتهاء من الحرب في أبين، أو قبل تمكنهم من العودة إلى مدارسهم وقراهم في محافظة أبين.