حذّر سماحة مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المفتين وطلاب العلم والقضاة والكتّاب والإعلاميين والمسؤولين في الدوائر الحكومية والأزواج من اتباع الهوى والظلم، وعدم الالتزام بالضوابط الشرعية، واحقاق الحق، والعدل بين من يتعاملون معهم، وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها بالجامع الكبير بمنطقة قصر الحكم بالرياض: إن هناك أمورا تحول بين المسلم وبين اتّباع شرع الله وأهمها اتّباع الهوى، وقد ذمّ الله تعالى ذلك في كتابه كما ذمّها رسول الله في سنته، فهو سبب غفلة القلب والضلال والبعد عن الطريق المستقيم، وأن اتّباع الهوى ترتب عليه عقوبات عظيمة فهو سبب لدخول الجحيم وسبب الهلاك والضلال والاضلال والفساد والافساد في الارض والاخلاد والركون الى الدنيا والاعراض عن شرع الله،، وان اتّباع الشهوات المضلّة جزء من الهوى . وأكد المفتي العام أن القول على الله بغير علم من أعظم المصائب وأكبر البلايا والمصائب أن يفتي المفتي او طالب العلم بما لا يعلم وحذّر من المتلاعبين بالفتاوى ومن يجعلونها «هدية» لهذا أو ذاك، مطالبًا الدعاة وطلاب العلم والمفتين بتقوى الله والعدل والاحسان، وحذّرهم من الإفتاء حسب الآراء والأهواء. وقال: إن من اتّباع الهوى ظلم العباد في أموالهم وأعراضهم ودمائهم، والانتقاص من حقوقهم، وعدم إصدار الأحكام بالعدل، خاصة التي تترتب عليها حقوق، مؤكدًا على ضرورة أن يلتزم القضاة بالعدل، كما حذّر من تولية غير الكفء والمختص في الوظائف وإقصاء الأكفاء والمؤهلين عن الولايات والمناصب، وحذّر من الاعجاب بالنفس والتكبر على الناس والكبر والبطر، والحكم على الآخرين من كلام يسمع من آخرين وغير موثّق او ينقل من مواقع مشهورة بالكذب والافتراء، وقال: لابد من التثبت والتأكد من صحة الأقوال، كما طالب بالعدل بين الزوجات في حالة التعدد والعدل بين الأبناء، وأكد على قبول الرأي وعدم التعصب والرجوع للحق إذا تبيّن لصاحبه أنه أخطأ. وقال: للأسف هناك من يحكم على البعض بالتفسيق والشرك والضلال بآراء غير موثّقة أو مثبتة ، إننا في زمن الشائعات والأراجيف والأكاذيب التي استحل البعض نشرها وتسويقها، وأن مصالح الأمة العليا لا يتكلم فيها الاّ بالحق ومن لديه علم بها ودراية، وحذّر من الانسياق وراء الأخبار الصحفية غير الدقيقة أو غير الصحيحة، وطالب الكتّاب وأصحاب الأقلام بأن يلتزموا في كتاباتهم بالضوابط الشرعية وأن يقولوا الحق ومن يخطئ يراجع نفسه، وحذّر من التطاول على العلماء او المساس بالمسلّمات والعقيدة. كما انتقد المفتي العام الكتّاب والصحافيين الذين يقدحون في صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، مطالبًا بإيقاف نشر هذه المقالات التي لاخير فيها.، إن هناك آراء لبعض الكتّاب، يكتبون في أمور لاخير فيها وإنما تنبيء عن فساد في القلوب والعقيدة وانحراف في الاتجاه وبعد عن سبيل الله فيتعرضون لشخصيات فذة معروفة بعدالتها وأمانتها ودينها فتقدح فيهم دونما دليل، لافتًا إلى أن الأهواء السيئة تقود بعضهم إلى ذلك. وشدد على أن واجب المسلم الترضّي عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر سابقتهم وفضلهم وجهادهم وعدم الإصغاء إلى مادنس تأريخهم به من القدح والكذب والافتراء الذي ملئت به كثير من الكتب، مؤكدا أن دور المسلم الوقوف موقف العدل وسلف الأمة وخيارها من محبة صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم والترضّي عنهم وذكر فضائلهم العظيمة، وأن أي خطأ يتلاشى تحت هذا الفضل العظيم.