مدينة عرعر قاعدة الحدود الشمالية وتأخذ موقعًا متميزًا في وسطها وقد اشتهرت هذه المنطقة بتعدد الآثار في مساحات شاسعة، ويظهر أن هناك حضارات قامت في هذه المنطقة لوجود بعض الكتابات اللاتينية في كثير من الصخور، ولاسيما في الأودية مثل وادي عرعر ووادي بدنة ووادي الشاظي ووادي الخشيبي وتذكر المصادر أن وادي عرعر لقبيلة طيئ، وكانت تمر به الطرق التجارية القديمة ولاسيما طريق (درب الحيرة) ثم أصبح طريقًا رئيسًا للحج والتجارة في صدر الإسلام والذي اشتهر بطريق الحاج (درب زبيدة) حيث تكثر المحطات على ذلك الطريق مخلفة آثارًا متعددة مثل البرك وخزانات الماء والقنوات وباقي آثار الأسواق والمباني ذات الاستخدامات المختلفة التي خلدت اسم زبيدة بنت جعفر زوجة هارون الرشيد المولودة عام 165ه وأم ولده الأمين الذي ولي الخلافة بعد أبيه، ومازالت شهرتها باقية لحبها أعمال الخير والبر وعنايتها بطريق الحج وحفر الآبار عليه وبناء البرك وتوفير الماء لحجاج بيت الله الحرام، كما تزود تلك الطرق بالأميال وهي علامات توضح عليها المسافات بين كل محطة وأخرى حتى لا يضيع الحجاج في متاهات الصحاري وارتبطت عرعر بالسمو والشوق قال إمرؤ القيس عن عرعر: سما لك شوقٌ بعد ما كان أقصرا وحلَّت سُليْمى بطن قوٍّ فعرعرا ويعتز الكاتب بالحضن الآمن والسد المنيع أي: الحدود الشمالية وقاعدتها عرعر لذا يشتاق إليها وإلى أهلها دائمًا لذلك استشهد ببيت الشعر السابق واقتران قوٍّ مع عرعر في شعر امرئ القيس يؤكد على أنها عرعر الحالية المعروفة و(قوّ) وادٍ يقطع طريق درب زبيدة تدخله المياه ولا تخرج منه ويذكر صاحب كتاب المناسك بأنه قد بنيت عليه قنطرة يعبر الناس عليها وتتكرر عرعر في مواقع كثيرة، ومن تلك المواقع وادٍ جنوبمكةالمكرمة يسمى وادي عرعر قال الشاعر: فلو أسمع القوم الصراخ لقوربت مصارعهم بين الدخول وعرعرا وأدركهم شعث النواصي كأنهم سوابق حجاج توافي المجمّرا كما أن عرعر أيضًا وادٍ بمحافظة العلا مازال موجودًا، وبنفس الاسم وقد ذكر الكاتب هذه الكلمات عن مدينة عرعر، وما حولها من آثار ليدلل على شموخ المكان والإنسان ليعتز أبناء هذا الجيل بكل بقعة من الوطن الغالي.