أبو محمد سائح سعودي بسيط الحال قدم مع عائلته من القصيم إلى جدة لأول مرة رغبة منه في قضاء الإجازة الصيفية بها ، وقف بجوارنا وسألنا وين أبحر !!نظرنا إليه باستغراب !!وقلنا له هذا المكان الذي أنت به الآن هو المدعو أبحر!!. فنظربدوره إلى أبنائه وقال لهم هذا أبحروهذي العروس اللي صجيتونا فيها، رد أحد ابنائه وش درانا حنا كنا نشوفها في التلفزيون أحلى من كذا !. وقلت له حتى حنا يامحمد نشوفها في التلفزيون أحلى من كذا..لكن الصورة غير والواقع غيرتمامًا!! . جاء أبو محمد إلى جدة ولم يكن يعلم أن رحلته ستكون فوق أرصفة ماجت شواطئها في بانوراما من الضوضاء المزعجة للسمع والنظر والنفس ، والناجمة عن ازدحام المتنفسين !!، وحصرهم في مواقع تعج وتضج بالباعة المتجولين ، وتراكم السيارات فوق بعضها البعض ، وهدير مياه الصرف الصحي المتدفقة من الأنابيب المنصبة في البحر مباشرةً ،والجرذان التي ألفت الناس وشاركتهم التنزه على شاطئي أبحر والكورنيش جيئة وذهابًا . جاء أبو محمد إلى جدة ولم يدر في خلده أن عنقه سيلتوي من كثر ما يحاول أن يجد له منفذًا هنا وهناك حتى يرى البحر المفتوح خلف أسوار بعض المتنزهات الخاصة التي امتدت على طول البحر وعرضه فخنقت المتنفس وسدته في وجه العامة من الناس . نظر ابو محمد إلى أبنائه وقال لهم هذي جدة ؟وين نروح هالحيين !!؟، صدق يا ابو محمد أنت في جدة!! لم أستطع يا أبو محمد أن أقول لك إذهب إلى هناك إلى وسط البلد..التاريخ العريق في جدة فقد خفت أن تلفظكم السيارة خارجها وهي تدخل بكم في حفرة وتخرج من أخرى ، وخشيت في حال تمكنك من الوصول إلى تلك المنطقة أن تظن أنك في بلد آخر غير جدة ، واشتد خوفي أكثر أن لا تعودوا إلى زيارة جدة مرة أخرى !! . مرصد... رغم جهود الدولة والمسؤولين عن تطويرجدة و الكورنيش وأبحر ووسط البلد لازالت هناك أياد تعبث وتبعثر تلك الجهود ، وينبغي ردعها حتى يكون واقع العروس أحلى من الصورة.. ونصدق إنها جدة. [email protected]