مرت جمهورية مصر الشقيقة بمخاض ثوري عسير في سبيل الإصلاح والحياة المدنية الكريمة المفعمة بالعدالة الاجتماعية والاستقراروصولا إلى تحقيق مشروع نهضوي يعيد لمصر هيبتها ومكانتها على الساحتين العربية والإسلامية. وجاءت الانتخابات الرئاسية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير في وقت عصيب كثر فيه الجدل حيال الدستور وانتخابات مجلس الشعب الذي حل بقرار من المحكمة الدستورية العليا في البلاد؛ وحين ادلهم الخطب، واحتدم الصراع على أشده خشي كل محب لمصر أن يتحول الصراع السياسي إلى مواجهة بين كافة الأطراف، لكن الله سبحانه وتعالى أراد بمصر وأهلها خيرا، فأعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية في يوم تأريخي مشهود فوز مرشح حزب"الحرية والعدالة" الدكتور محمد مرسي بمنصب رئيس مصر في الجمهورية الثانية بعد معركة شرسة مع منافسه الفريق أحمد شفيق الذي كان منافسا قويا وغير متوقع! والحق أن فوز مرسي هو فوز لإرادة شعب ناضل من أجل الحرية والكرامة، تلك الإرادة التي دوى صداها في أرجاء العالم الذي بارك لمرسي الفوز وللشعب المصري استرداد إرادته في انتخابات نزيهة وعادلة. ولعل مايستغرب في أجواء عودة الإرادة الشعبية والشرعية في مصر ظهور تلك الأصوات المتخوفة من خلفية مرسي لانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين؛ وهنا نقول لماذا لم يأت هذا التخوف حينما قاد مصر رؤساء من أحزاب أخرى؟ ألهذه الدرجة بات الانتماء إلى الإسلام مخيفا؟.. إن أعظم الدول في التأريخ هي التي بنت حكمها على أسس من شرع الله، ناهيكم عن أن مرسي لن يحكم من خلال ثقافة الحزب الإخواني، بل من خلال مشروع سياسي معتدل يحفظ لمصر التقدم والازدهار وسط تعددية سياسية وثقافية ودينية، ونقول للذين يبالغون في رؤيتهم تلك، اطمئنوا فإن ثقافة مرسي ثقافة وسطية معتدلة، كما يجب التفريق بين الثقافة الوسطية وبين ثقافات متطرفة لا دين لها ولامذهب! هنيئا للعرب والمسلمين عودة مصر، وننشد من خلال قادتها الجدد مستقبلا واعدا بالعزة والتمكين بإذن الله تعالى. [email protected]