تفاوتت الآراء حول رواية «بنات الرياض» لرجاء الصانع في الدورة التي قدمها الدكتور حسن النعمي في فاتحة برنامج «طاقات»، ضمن فعاليات البرنامج الصيفي للنادي الأدبي الثقافي بجدة، والمستهدفة لتنمية المواهب الشابة ثقافيًا وأدبيًا، حيث أشار الروائي طاهر الزهراني إلى أن الرواية ضعيفة فنيًا، ليعارضه في الرأي الدكتور النعمي بالتأكيد على أنها رواية طريفة ومسلية، وقد ساعد على نجاحها عنوانها، ومقدمتها التي كتبها الدكتور غازي القصيبي، إضافة إلى طرافة بنائها. وكان النعمي قد تناول في محاضرته الكثير من مبادئ وأساسيات فن الرواية، ومنها امتلاك الكاتب للأدوات والموهبة واللغة الثقافة والقراءة والاستعداد النفسي، والصفاء الذهني، واختيار المكان. مشيرًا إلى أن بناء الرواية يعتمد على سرد الأحداث، مستشهدًا برواية «فسوق» لعبده، واصفًا إياها بالرواية الجيدة، غير أنه انتقد ضعفها في المواجهة من خلال أحداثها، مشيرًا إلى أن من ضمن بناء الرواية الشخصيات والزمان، ولغة الرواية، وأخيًرا المراجعة قبل الطباعة وقراءة الرواية من خلال المؤلف الضمني في سياق كاتب أو كاتبة الرواية. كما دار نقاش حول ماهية السرد حيث أشار النعمي إلى أنه مصطلح إجرائي يقوم بترتيب سياقات الزمن وحركة الحدث داخل النص القصصي، أما الرواية فهي نص مائز للواقع أو يتقاطع مع الواقع، مؤكدًا أن الرواية «فن المراوغة» بلجوء الكاتب إلى الاحتيال الفني على القارئ، بينًا أن الفن لا يؤدلج، وهناك فرق بين الكاتب المؤدلج باعتباره صوت الجماعة، أو حتى قارئًا كما فعل الدكتور الشاعر عبدالرحمن العشماوي عندما قرأ «بنات الرياض» وطلب من كاتبتها تجديد إسلامها، وهناك كُتّاب وقراء ونقاد غير مؤدلجين باعتبارهم صوت أدواتهم. ودعا النعمي في نهاية ندوته التطبيقية القيمة بقراءة كتاب «أتحدث أليكم» لنجيب محفوظ، مبينًا أنه كتاب فيه الكثير من الفوائد وهو كتاب مجمل مقابلاته الصحفية جمعها محبوه في كتاب، وردا على سؤال أخير من أحد المشاركات عن هل كتابة المقال فنًا، أوضح النعمي أن المقال ليس فنًا بل أداءً وظيفيًا فهو يشتت ذهن القارئ ويضيع جمالياته! يشار إلى أن الدورة التي قدمها النعمي شارك فيها قرابة الثلاثين شابًا وفتاة، وشهدت تفاعلًا كبيرًا من قبل الحضور حيث طالبوا بتكثيف هذه الدورات في المستقبل القريب نظرًا لفائدتها الجمة التي لاحظوها. فيما أوضح المشرف على البرنامج الدكتور سعيد المالكي أن فئة الشباب ذات طاقة جمة ومن المفترض احتواؤها ولهذا أنشأنا هذه الدورات لهم والتي ستستمر طوال العام ولن يكون اقتصارها فقط على فترة الصيف فهذه الدورات تساهم في تقدم حركة الفكر والثقافة ويجب علينا الاستفادة من هذه الطاقات وتوجيهها نحو آفاق المعرفة والإنتاجية الإيجابية في شتى المجالات تشجيعًا للمواهب المهتمة بتلك الجوانب ومساهمة في إثراء المشهد الثقافي.