الرزق بيد الله عز وجل وهو ليس حكراً على فئة دون فئة ولكن في كل بقاع العالم هناك أسس وأنظمة لسبل كسب الرزق ، وفي وطننا نجد أن هذه الأنظمة تفتقر إلى الكثير من التنظيم ، إذ استطاع الوافدون أن يسيطروا على كثير من أبواب الرزق التجارية مستغلين ضعف بعض الأنظمة كما استغلوا بعض ضعاف النفوس الذين رضوا بالتستر على هؤلاء مقابل بعض المال . وقد تعددت هذه السيطرة ولم تقتصر على جانب معين او مدينة معينة فهناك سيطرة على سوق الطيور في الباحة بشكل عام والدجاج بشكل خاص ، وفي الطائف سيطر البنجلاديشيون على سوق حراج المسترجعات والذي يوجد فيه قرابة 400 محل نسبة العمالة الوافدة فيها 80% ، في سوق الخضروات والفواكه بمدينة جدة تسيطر العمالة الوافدة أيضا بشكل كبير بل وتنافس العمالة الوطنية وتتآمر عليها في كثير من الأحيان ، وهناك البقالات والمغاسل والمخابز ، والمكتبات ، ومحلات الحلاقة ومحلات بيع السمك والبوفيهات ومحلات المواد الغذائية وغيرها من المحلات التجارية والتي يصل عددها وفق إحصائية أعلن عنها رئيس اللجنة الوطنية التجارية ب 200 ألف محل تجاري يسيطر الأجانب على 80% منها . القضية مهمة للغاية وفي نظري أن لها أبعاداً مختلفة في مقدمتها البعد الأمني والإقتصادي ، فهذه السيطرة تعني تحكماً في مقاليد العديد من الضوابط التجارية في أيدي هذه الفئة مما يساهم في إنتشار الفساد من خلال الغش والمواد المقلدة ، والأسوأ من ذلك إنه ينشر ثقافة الكسل وعدم السعي للعمل بين شباب الوطن من خلال مايدفع لهم من مبلغ مقطوع مقابل هذا التستر ، فضلا عن تحويل مليارات الريالات خارج الوطن . أتمنى أن نعيد النظر في هذا الحصار وأن يقف المسؤولون وقفة جادة تجاهه وأن نسعى لتدريب الشباب للعمل وفق أوقات محددة في هذه الأماكن ومن خلال رواتب مجزية لأن طريق التستر الحالي طريق مظلم وكلي ثقة أن الاستمرار فيه ستكون له عواقب وخيمة على وطننا . [email protected]