لم يكن تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود وليا للعهد، مفاجئا للمتابعين للشأن السعودي. وكذلك الحال بالنسبة لتعيين صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود، كوزير للداخلية. الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، لم يكن خلفا فقط لسلفه الأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله في ولاية العهد.. ولكنه كان خلفا لسلفه الأمير سلطان بن عبد العزيز رحمه الله الذي شغل منصب وزير الدفاع لأكثر من أربعة عقود. ورجل يشغل منصب وزارة الدفاع طوال هذه المدة، لا يمكن أن يخلفه إلا من كان يمتلك من الكفاءة والمواهب القيادية والإدارية إضافة للخبرة الطويلة، الشيء الكثير.. وهذه العناصر جميعا لم تتوفر في أحد كما توفرت في الأمير سلمان بن عبد العزيز الذي أصبح مؤخرا وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء. لم يكن من الصدفة إذن أن يخلف الأمير سلمان بن عبد العزيز شقيقيه الراحلين، الأمير سلطان والأمير نايف، اللذين كانا يؤديان واجب الدفاع عن البلاد من الأخطار الخارجية والداخلية. ألم يكن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولا يزال، مهندس العلاقات العائلية في بلد لا تنفصل فيه الأسرة عن الوطن وكيان الدولة؟ ورجل يستطيع أن يدير على مدار خمسة عقود، العلاقات العائلية لأسرة عرفت بها هوية الوطن إضافة إلى طبيعة العلاقة التي تربط بين الأسرة وكيان الدولة ارتباطا عضويا، هو بالتأكيد الرجل المناسب لملء فراغ بهذا الحجم. ويبقى أن نشيد بتعيين الأمير أحمد بن عبد العزيز وزيرا للداخلية. ذلك أن الرجل قضى جل مشواره الوظيفي إلى جانب الراحل الامير نايف بن عبد العزيز كنائب له. وهذه بحد ذاتها شهادة للرجل ولكفاءته التي مكنته من أن يكون الساعد الأيمن لوزير داخلية استثنائي كالأمير الراحل نايف بن عبد العزيز رحمه الله. الكل في هذه البلاد يعلم علم اليقين من هو سلمان بن عبد العزيز ومن هو أحمد بن عبد العزيز. [email protected]