قال الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم الدكتور عبدالله بن علي بصفر إن الله تعالى قال (ياأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)، وإنها لفاجعة أن تفقد المملكة أحد أركان أمنها الوطني الذي أرساه وحماه بعد الله عز وجل من المخاطر، إنها لفاجعة أن يرحل عنا صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، نسأل الله العلي القدير لسموه المغفرة وحسن العاقبة، ولا نملك إزاء هذا المصاب الجلل والحدث المؤلم إلا أن نرفع أكف الدعاء إلى الله أن يغفر له ويتغمده برحمته ويسكنه فسيح الجنان ويجزيه خير الجزاء على ما قدم من أعمال حسان، ونعزي خادم الحرمين الشريفين والقيادة الرشيدة والأسرة المالكة والشعب السعودي، إن الكلمات لا يمكن أن تعبر عما في القلوب من حسرات والعبارات تقف عاجزة عن وصف سمات الفقيد يرحمه الله، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولن ننسى هذا الرجل العملاق في كل أعماله وإنجازاته وأفعاله سواءً أعماله الإنسانية أو القيادية، فمناقبه الإنسانية خير شاهد على ذلك، ونايف الإنسان صاحب الأيادي البيضاء في دعم مجالات الخير وله سجل حافل بأعمال الخير في الداخل والخارج، إن لسموه مسابقتين هما جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز للسنة النبوية والدراسات الإسلامية، ومسابقة القرآن الكريم للقوات الأمنية في وزارة الداخلية، وللأمير نايف العديد من الكراسي منها: كرسي الأمير نايف لدراسات الوحدة الوطنية، وكرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري، وكرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية، وكرسي الأمير نايف لدراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما أن لسموه أيادي بيضاء في مجال إغاثة الشعوب الإسلامية في النكبات والكوارث التي تحل عليها فهو رئيس لجنة الإغاثة للدول التي تحدث فيها مثل هذه الكوارث والنكبات، ومن أبرزها اللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني حيث كونت لجنة عليا برئاسة سموه لوضع الضوابط والنظم لجمع التبرعات ومتابعة وصولها لمستحقيها، وترأس لجنة إغاثة الشعب الصومالي، ولجنة إغاثة الشعب الباكستاني، هذا وقد أعطي سموه جائزة التميز للأعمال الإنسانية عام 2009م تقديرًا للدور الإنساني الذي يقوم به من خلال اللجان والحملات الإغاثية والإنسانية في الدول المتضررة كأول شخصية عربية وإسلامية تنال هذه الجائزة، وكان يرحمه الله يعتبر خدمة الحجاج والمعتمرين والزوار شرفًا عظيمًا، تتشرف به السعودية وطنًا وشعبًا وملكًا، حيث قال: «تتشرف السعودية بخدمة المسلمين في هذه الفريضة وفي زيارة مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وإنه لشرف عظيم أن نخدم البيتين الشريفين، وليس لنا فضل في ذلك، بل نرجو رضا الله ثم رضا المسلمين في أقطار الأرض». أما مناقبه القيادية فلقد كان الأمير نايف الرجل المناسب في الموقع المناسب مما ساهم في أمن المملكة ونموها، والمعروف عن سموه رحمه الله السهر على مصلحة الوطن والمواطن والعمل الدؤوب والسعي الحثيث لتحقيق الإصلاح الاقتصادي لما فيه من الخير للمملكة، ولقد كان لسمو الأمير نايف رحمه الله دور كبير في الاستقرار الاقتصادي في المملكة بما يقدمه من توجيهات وما يستأنس به من مشورة وآراء من ذوي الخبرة والرأي السديد بما يحقق الأمن والاستقرار للمملكة، ألا رحم الله الأمير نايف وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يعطيه الله تعالى من الحسنات بقدر ما قدم لوطنه وللأمة العربية والإسلامية، إنا لله وإنا إليه راجعون.