تفضح الصحيفة الاسرائيلية هارتس حالة القلق التي تنتاب الأوساط الإسرائيلية من احتمال سقوط نظام الحكم القائم في دمشق، مضيفة أن الكثيرين في تل أبيب يصّلون من قلوبهم للرب بأن يحفظ سلامة النظام السوري الذي لم يحارب إسرائيل منذ العام 1973م على الرغم من شعاراته المستمرة التي تعكس عداءه الظاهر لإسرائيل. وأضفت صحيفة هارتس أنه بالرغم من من تصريحات الأسد الأب حافظ والأبن بشار المعادية لإسرائيل ألا أن هذه الشعارات والتصريحات خالية من المضمون وتم استخدامها لهدف واحد فقط كشهادة ضمان وصمام أمان ضد أي مطلب شعبي سوري لتحقيق حرية التعبير والديمقراطية وتشير صحيفة هارتس في تقريرها إلى أن النظام السوري المتشدق بعدائه لتل أبيب لم يسمعها ولو صيحة واحدة خافتة واحدة على الحدود بهضبة الجولان التي تم التنازل عنها من قبل النظام السوري لصالح إسرائيل في عام 1967م تطبيقا لأحلام العلويين بإقامة وجود للدولة الصهيونية فوق مرتفعات الجولان تمهيدا لقيام دولة العلويين في شمال سوريا.. هذه الحقيقة جعلت الرئيس الفرنسي شارل ديغول يصرخ لقد باعوا مرتفعات الجولان رددها ثلاث مرات من باريس. واستمرت صحيفة هارتس في مواصلة سخريتها من النظام السوري قائلة أن هذا النظام المعارض لتل أبيب مازال مستعدا لمحاربة إسرائيل بآخر قطرة دم من جندي لبناني لا سوري، موضحة أن السوريين لا يكلفون أنفسهم محاربة عدوهم في إسرائيل ما دام اللبنانيون مستعدون للموت بدلاً منهم، ولفتت صحيفة هارتس إلى أنه مازال يتردد في تل إبيب أصوات كثيرة تتمنى استمرار النظام السوري القائم في دمشق فكثيرون يخشون من نهاية هذا النظام موضحة أن الصلوات تنطلق من قلوب الإسرائيليين في الخفاء حتى يحفظ الرب سلامة النظام الحاكم بسوريا كونه الأقرب إلى إسرائيل على الرغم مما يصدر من عداء لتل أبيب من الإذاعة السورية. تقول صحيفة هارتس إن اسرائيل تتعاطف مع النظام الديكتاتوري السوري لأنه يعكس مودة للنظام القائم في تل إبيب، ولذلك فهي تتعاطف مع وراثة السلطة في دمشق على الرغم من النظام الجمهوري القائم في سوريا. واختتمت صحيفة هارتس تقريرها بالقول أن نظام الحكم في سوريا يعتمد على حكم الأقلية على الأغلبية القبلية واستخدام وسائل القمع والعنف بكل قسوة تجاه تلك الأغلبية مما يؤدي في النهاية إلى حمامات من الدمام. هذا الموقف الإسرائيلي الذي فضحته صحيفة هارتس جعل القيادات الإسرائيلية تنكر ما جاء في تقريرها، ويعلن رئيس إسرائيل شيمعون بيريز أن النظام الحاكم في دمشق لا يتعاطف على الإطلاق مع إسرائيل، ولكن صحيفة هارتس استطاعت أن تقدم العديد من الأدلة على ما جاء في تقريرها الصحفي التي تثبت أن هناك تعاطفا سورياً مع إسرائيل مما أخرس بقية القيادات الإسرائيلية، وأصبحت الصورة القائمة أن النظام السوري والنظام الإسرائيلي يتبادلان الود على الرغم من العداء العلني المصطنع بين البلدين. هذا الود بين النظامين السوري والإسرائيلي دفع إسرائيل إلى تحريك جماعات الضغط الصهيونية في الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى الدرجة التي جعلت الدهلزة الصهيونية تفرض على واشنطون موقفا مزدوجاً يرمي أحدهما إلى إسقاط نظام الحكم في سوريا ويرمي الآخر إلى الحفاظ على نظام الحكم في سوريا. الحقيقة التي لم يذكرها تقرير صحيفة هارتس أن إسرائيل تريد الحفاظ على النظام السوري ولكن على أن يكون ضعيفا ولذلك فإن الحرب الدائرة اليوم في أرض سوريا تستهدف أضعاف النظام السوري مما فرض ازدواجية الموقف الإسرائيلي تجاه النظام السوري، وخضوع الولاياتالمتحدةالأمريكية للدهلزة الصهيونية يجعلها هي الأخرى ذات موقف مزدوج تريد القضاء على نظام دمشق وتريد الحفاظ عليه إرضاء لإسرائيل.