شهد العالم ماظلت تعانيه الأقلية المسلمة في بورما منذ سبعين عاماً وحتى يومنا هذا من بطش الحكومة العسكرية البوذية في بورما، وذلك في محاولة جادة لطمس الهوية الإسلامية، وإبادة الشعب المسلم بأكمله، أو إخراجه من أرضه، لاسيما وأن بورما من أكثر الدول تأييداً للصهيونية العالمية، وهي أيضاً محج البوذيين وأرضهم المقدسة. ففي عام 1942م تعرضت قرى المسلمين لمذبحة دامية راح ضحيتها أكثر من 100.000 مسلم، أكثرهم من الأطفال والنساء، إثر قيام البوذيين بتحريق معظم قرى المسلمين، بمساندة القوات البورمية، أدت إلى تشرذم وتشرد مئات الألوف منهم إلى أقطار العالم الإسلامي، وبقاء من لم يتمكن الفرار منهم وسط سلسلة من المعاناة، والتضحيات في سبيل المحافظة على دينهم وهويتهم الإسلامية وأعراضهم،وتوالت الأحداث الدامية تجاه هذه الأقلية دون رقيب ولا حسيب واستمر دمها ينزف وعرضها ينتهك على مرأى ومسمع من العالم الذي يدعي حماية حقوق الإنسان. ولا زال مئات الألوف منهم حتى اليوم ومنذ عشرات السنين يعيشون في مخيمات بالية . وفي سلسلة الجراح التي لاتكاد تنكأ،يتعرض مسلمو بورماهذه الأيام لأبشع صور القتل والتحريق العشوائي، على يد الجماعة البوذية المتطرفة ( الماغ )، وأمام مرأى قوات الجيش البورمي، بل بتأييدها ودعمها، وسط تكتم إعلامي شديد وصمت مطبق بسبب منع الحكومة العسكرية هناك من دخول الصحفيين وغيرهم، فثمة قرى بالكامل تعرضت للإجرام والإحراق قبل يومين وثلاثة فقط من الآن، مئات الأطفال والنساء قتلوا وأحرقوا، ومئات الشباب تم اقتيادهم إلى الغابات ليصبحوا في عداد المفقودين حتى الآن، كما تم اقتياد عشرات الفتيات بقوة السلاح إلى حيث تنتهك أعراضهن، كما استهدفت حافلة كاملة كانت تقل دعاة وعلماء، تم قتلهم جميعاً قبل بضعة أيام، فالمسلمون اليوم محصورون تحت النار والرصاص وتحت حظرالتجوال،يعيشون أشباح الخوف والجوع والقلق والتشرد والأسر.. هناك مئات الألوف من الأطفال والنساء مشردون هائمون على وجوههم دون مأوى.. وهناك الآلاف من الأسر التي حاولت النزوح والهروب واللجوء إلى أقرب دولة مسلمة مجاورة، إلا أنه وللأسف الشديد تمت إعادتهم بقوة السلاح من قبل جيوش هذه الدولة المجاورة،والتي عززت شريطها الحدودي بالجند والعدة والعتاد في وجه المضطهدين لمنعهم من النزوح إلى أراضيها..!!! اعتقد أن الوقت حان ليتحمل المسلمون شيئاً من مسؤولياتهم تجاه إخوتنا في أركان المسلوبة، ولنخرج من صمتنا العالمي تجاه هذه القضية المنسية، وأن يسعى العالم، خصوصاً العالم الإسلامي لإيجاد حد لهذه الجرائم الوحشية والمجازر المتكررة والتي ترتكب في حق أقلية مسلمة مستضعفة لاحول لها ولاقوة إلا بالله، في بلد يحكمه أغلبية بوذية غاشمة،واعتقد أن الاستنكار والتنديد كما هو مألوف لم يعد مجدياً. لقد آن الأوان لأن تتحرك الدول الإسلامية وتستنفد كافة الطرق السياسية للحد من هذه الاستهانة بدماء المسلمين التي باتت أرخص الدماء في العالم. نناشد باسم إخواننا قادة العالم الحر، والعالم الإسلامي على وجه الخصوص للعناية بهذا الموضوع الخطير والعمل على إيجاد موقف مشرف على كافة المستويات لإيقاف حمام الدم النازف في هذا الجزء من جسد الأمة الجريح، وبذل كافة السبل السياسية والدبلوماسية، والثقل السياسي والاقتصادي لاحترام حقوق هذه الأقلية وحماية دمائها وأعراضها ومصيرها. أحمد محمد أبوالخير -خميس مشيط