قبل سنوات وعندما كنا لا نرى ولا نسمع إلا (القناتين الأولى والثانية)، أو كما كان يُسَمّيهما البعض (غَصب 1، وغَصب 2)؛ حينها كان بعض المسؤولين في بعض المؤسسات الخَدميّة يُدلون بتصريحاتٍ بعيدة عن الواقع!! فمثلًا: مطار الرياض كان الأكبر في العالم؛ ورسوم الجوال -التي كانت وقتها عشرة آلاف ريال- كانت الأَرخَص في محيطنا!! وبعد أن كُشِفَ السِّتَار، وجاءت الإنترنت، وكثرت القنوات ظهرت الحقيقة؛ فرسوم الجوال كانت لدينا الأغلى في العَالَم، ومطار الرياض «جَناحٌ» عند مقارنته بالكثير من المطارات الدولية! تلك الفترة وتلك التصريحات توقعت أنها ذهبت ووَلّت؛ ولا سيما في عصر الشفافية والوضوح الذي نعيشه في عهد خادم الحرمين الملك عبدالله حفظه الله!! ولكن يبدو أن بعض المسؤولين ما زال يعيش تلك الأيام؛ فهذا الأستاذ عبدالعزيز الدغيثر مدير محطة (الخطوط السعودية) في الرياض تنقل عنه صحيفة «سَبَق» الإلكترونية قوله: (موظف الخطوط السعودية أفضل بكثير من أيِّ موظف في شركة طيران أخرى.. نحن أقل شركات العالم حوادث، لكن هناك من يحاول تضخيم الأمور.. جميع طائراتنا من أحدث ما وصل إليه عالم الطيران، وأتمنى ألا نُقارن مع أيِّ طيران آخر.. مَن يضعنا في هذا المعيار فهو حَاقِد أو جَاهِل؛ فجميع الشركات المجاورة التي ذكرتها تعمل دوليًا فقط)! وهنا هل العزيز (الدّغيثر) لم يسافِر على طائرة أبدًا؛ أو أنه لم يسَافِر على غير الخطوط السعودية؛ فهو لم يتعامل مع غيرها؛ ولذا فحكمه على مَن ينتقِد بعض خدماتها، أو يُقارنها بغيرها أنه (حَاقِدٌ وجَاهِل)؟! طبعًا (لا)، ولكن الأستاذ (الدّغيثر) الذي نراه كثيرًا في الإذاعات والقنوات يُحَلّل الكُرَة والمباريات، بعيد عن عمله، وما زال يعيش في محيط لغة نحن (الأكمل والأمثل والأجمل والأحلى)! ويبقى تصريحات مسؤول (السعودية) تلك تكشف عن جانب مهم من أسباب تَدَنّى بعض خدماتها!! تويتر: @aaljamili [email protected]