• والبطولة العربية على الأبواب لا تصدقوا أن المعارضين لمشاركتنا فيها قلوبهم على اللاعبين وينشدون راحتهم أو أنهم لا يرون أنها ستضيف شيئًا جديدًا للمنتخب على اعتبار أنها غير معترف بها دوليًا أو أنها جاءت في ظروف غير مناسبة للوضع العربي.. إنها أعذار واهية بينما الحقيقة أن الجماهير الرياضية السعودية لم تعد تتقبل أي شيء يتعلق بالمنتخب لأنها فقدت الثقة والرغبة في متابعته عطفًا على نتائجه غير المرضية، وتحول شعورها هذا إلى حالة نفسية تتطلب معالجة عاجلة من قبل المسؤولين عن إدارة شؤون المنتخبات، ولأني أثق في قدرات وطموحات الأستاذ محمد المسحل ومتفائل بكل الجهود التي يبذلها في سبيل تصحيح وضع الأخضر، فإني أقترح عليه أن يخلق فترة انتقالية تشبه تلك التي أوجدها القائمون على كرة القدم اليابانية عندما تبنّوا فكرة تجهيز فريق ياباني (سريع الصنع) هذا النموذج يمكن تطبيقه لدينا إذا صدقت النوايا وانتصرت الأقوال على الأفعال، ولنبدأ فورًا في صناعة منتخب يتم تكوينه من أفضل العناصر المحلية الموجودة حاليًا في الدوري السعودي مطعمة بعدد محدود من اللاعبين غير السعوديين القادرين على سد النقص وخلق الإضافة من المواليد على الأراضي السعودية أو لاعبين من جنسيات مختلفة لم يسبق لهم تمثيل بلدانهم يتم استقطابهم من الخارج. • إن التجنيس المطلوب في هذه الحالة ليس تجنسًا مطلقًا وإنما هو نفس الذي طبق في اليابان ومعمول به عالميًا والذي يقتصر على منح اللاعب جواز سفر سعودي يعامل بموجبه معاملة المواطن طيلة فترة الاستفادة من خدماته ويسحب منه وفق رغبة الجهات المسؤولة عند انتهاء المهمة ولا يعتبر مثل هذا الإجراء غريبًا علينا حيث سبق لنا تجنيس عدد من اللاعبين وكانت لهم مشاركات مميزة مع الأخضر. • أهمية هذا المنتخب (سريع الصنع) أنه كالتصبيرة التي يتناولها الشخص أثناء فترة إعداد الوليمة الرئيسة الشهية.. ولأنه منتخب المفروض أنه قوي وأعد بعناية فإن نتائجه حتمًا ستكون مميزة وتحقق رغبات الجماهير في المنافسات التي يشارك فيها. • في هذه الأثناء والجميع مشغولون بإنجازات المنتخب (سريع الصنع) تتفرغ إدارة شؤون المنتخبات لتنفيذ خططها المختلفة والممثلة في بناء منتخبات سعودية قوية من مرحلة البراعم إلى الفريق الأول لها القدرة على إعادة كرتنا إلى سابق عهدها تحتل مراتب متقدمة في التصنيف العالمي على أن يشمل ذلك ابتعاث عدد من المواهب الواعدة إلى أرقى وأفضل المدارس الكروية في العالم، ولا يعودون إلا وهم لاعبون كاملو التكوين كالذين نشاهدهم الآن ضمن صفوف المنتخب الياباني . • أما الاستمرار على النهج الحالي والقناعة بالبداية من الصفر في ظل الاستحقاقات الإقليمية والعالمية المتعاقبة والمتكررة فإن الجمهور والإعلام الرياضي السعودي لن يصبر على النتائج غير المرضية، وبالتالي سيمارس شتى أنواع الضغوط والنقد على الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي سيجد نفسه مضطرًا لتقديم كبش فداء، وعادة يكون الجهاز الإداري المسؤول عن شؤون المنتخبات والمدرب.. وهكذا نظل ندور في حلقة مفرغة، ويأتي جهاز إداري جديد ومدرب جديد ونبدأ مرة أخرى من الصفر، إلى أن أصبحت سمعة كرتنا السعودية في خانة الصفر.