بعد كل إخفاق لمنتخبنا الوطني والحديث عن الهبوط الحاد الذي تعانيه كرة القدم السعودية، يتطلع الجميع لتدخل مباشر من اتحاد الكرة لعلاج الأوضاع وإعادة الأمور إلى نصابها بالتعامل مع المشاكل الحقيقية التي أدت لهذه الإخفاقات واتخاذ خطوات تصحيحية سريعة تعيد الأخضر لموقعه المعتاد في قمة الهرم الآسيوي.. غير أن الطريقة التي يتم التعامل بها مع هذه الإخفاقات تتحول لمسكنات إعلامية تهدف إلى امتصاص الغضب الجماهيري وتقديم الوعود المعسولة بمعالجة الوضع وإعلان مشروعات مستقبلية تكون البلسم الشافي لأوجاع الكرة السعودية.. فبعد الإخفاق في كأس العالم 2002 بألمانيا، ظهرت موضة الأكاديميات وكيف أنها الحل لكل مشكلات العمل الإداري الضعيف في برمجة وتطوير الكرة السعودية وإمكانياتها ومستوى الصرف المبذول عليها.. لتمر الأيام ويأتي الخروج من تصفيات كأس العالم 2010، باستمرار الأخطاء نفسها وأسلوب العمل نفسه القائم لتظهر موجة جديدة من المسكنات والمهدئات، تتمثل في تشكيل لجنة تطوير المنتخبات السعودية، وهي اللجنة التي أصبحت مشجبا تعلق عليه الإخفاقات وتمرر من خلالها القرارات الخاطئة والعمل الضعيف المقدم في إدارة الرياضة السعودية.. بعد ذلك خرجنا من كأس آسيا الحالية خروجا مريرا لم تشهد له الكرة السعودية مثيلا، لتأتي هذه المرة مسكنات جديدة مختلفة تتمثل في إعلان برنامج على مدى 14 عاما لتطوير الكرة السعودية «إعلاميا» وامتصاص غضب الجماهير واستيائها من التخبط الذي تعيشه كرتنا على كل مستوياتها.. ما يؤكد أن الرغبة الحقيقية في التطوير والإصلاح غير موجودة، أو أن القائمين على شؤون الكرة غير قادرين على تقديم أي جديد، وأن هذه هي إمكانياتهم الحقيقية وهي إمكانيات أقل من أن تقودنا نحو النجاح وتوفر لنا الحد الأدنى من استثمار إمكانياتنا وقدراتنا ليستمر الوضع قائما «سكن يا مسكن.. وهدئ يا مهدئ» حتى الوصول لحالة الموت النهائي الذي بات قريبا وقريبا جيدا.. إذا ما استمرت الطريقة نفسها التي تدار بها الكرة السعودية، وحالة اللامبالاة في تقييم تأثير التخبط الإداري على الكرة السعودية فنيا وهدر كل مقومات اللاعب السعودي عبر دوري ضعيف تنظيميا جعل نجومنا يظهرون بعيدين جدا عن إمكانياتهم الحقيقية ويسقطون في كأس آسيا على مرأى من الجميع!