عادت مجددًا ظاهرة «انقطاع التيار الكهربائي» إلى معظم أحياء جدة، وهي ظاهرة باتت متكررة مع حلول موسم الصيف، فيما تكرر «سيناريو المبررات» لحالات الانقطاع، والمرتبطة إلى حد كبير بعدم احتمال المولدات لحرارة الموسم، ولم تظهر في الأفق أية بوادر لعلاج حقيقي للأزمة التي يعاني منها سكان الأحياء . ورصدت «المدينة» أكثر من موقع في جنوب وشرق محافظة جدة يعاني سكانه من انقطاع الكهرباء بها خصوصاً في أوقات الذروة ويواصل المتضررون تقديم بلاغات على رقم شركة الكهرباء تقابلها في الغالب ردود «طبق الأصل» لمبررات المواسم الماضية مع وعود الموظفين بإصلاح العطل خلال ساعتين. ومن داخل الحي الواقع جنوب شرق المحافظة، يشير غازي القحطاني إلى أنه منذ أكثر من أربعة أيام وحتى اللحظة ما تزال مشكلة انقطاع الكهرباء تتكرر، رغم وعود المسؤولين بحل المشكلة، وقال :»نفس الجمل والكلمات يرددونها علينا كل عام ومع كل شكوى نسألهم فيها يردون علينا بأن العطل سيتم إصلاحه خلال ساعتين وأن المشكلة برمتها لا تعد أكثر من زيادة تحميل على المولدات». ويضيف :»بصراحة تعبنا من هذه الأسطوانة القديمة التي نسمعها منذ 10 سنوات، وللمعلومية حي المحاميد يوجد به كبينتين للتيار الكهربائي، ومع ذلك نعاني من تقطع الكهرباء ولمدة تزيد عن 6 ساعات يومياً من الساعة ال 12 ظهراً وحتى الساعة ال6 مساءً». ويتساءل:» أين تتجه طاقة هاتين المحطتين؟.. أليس من المفترض أن يكون هذا الحي ينعم بالطاقة الكهربائية.. ونحن نعلم وكل مواطن في هذا البلد بأن الدولة لم تبخل على مواطنيها بشيء لكن للأسف ترصد المليارات والميزانيات الخيالية للمشروعات، ولا توجد متابعة ورقابة وتسلم عقودها لشركات الباطن والتي تكاد تكون وهمية». ويشير إلى أنه إذا كان سبب انقطاع الكهرباء هو التحميل الزائد مثلما تدعي الشركة، فإنه من المفترض أن تتقطع الكهرباء في أحياء أخرى وليس حي المحاميد الذي به كبينتين كهرباء وهو الأولى بمخرجات هذه المولدات. ويضيف: «الأسبوع الماضي لاحظت وجود أعمال حفر لمقاول يعمل مع شركة الكهرباء، وأتمنى أن يكون هذا العمل هو الحل النهائي لمشكلة الحي.. لكن عندي استفسار بسيط لكل الجهات الخدمية في مدينة جدة.. لماذا تبدأون العمل بمشروعاتكم في فصل الصيف؟ .. أين كنتم في الشهور التي مضت؟ ويلتقط محمد العتيبي طرف الحديث، ويشير إلى أن الحالة لا توصف ولا يتصورها إلا من يعايشها، وقال:»تخيلوا منزلاً يعيش بداخله أكثر من 13 إنسانًا وأعمارهم تتراوح بين 7 سنوات إلى 83 سنة هم أبنائي وبناتي ووالدي المسننين وتقطع عليهم الكهرباء الساعة 12 ظهرًا وأكون وقتها مازلت في العمل ويتصلون علي يشتكون من حرارة الجو ولا أستطيع إيجاد حل إلا أن أصبرهم ببعض الكلام وإخبارهم بأن الشركة وعدتني بإصلاح العطل خلال ساعتين». واشتكى عبد الكريم الزهراني أحد سكان حي النسيم من انقطاعات متكررة حدثت في مطلع الأسبوع ويقول: «حصل التماس كهربائي في أحد كبائن الكهرباء بالحي، وتذكرت حينها ما حدث في الأعوام الماضية من انقطاع لكن هذه المرة على ما يبدو بدأت مبكراً لأنها عادة ما تبدأ في منتصف شعبان وليس قبل ذلك» مشيرًا إلى أن الانقطاع، يكون في المربع التي تقع به عمارته، ويستمر لمدة 3 ساعات. أما عبدالعزيز البيشي فيشير إلى أنها تنقطع مرة ومرتين كل شهر وبشكل غير مبرر ودائمًا ما يكون عذر الشركة بأنه تحميل زائد وضغط فوق القدرة، ويتساءل:»إلى متى يعتذرون بهذه الطريقة مع أن مليارات الريالات تصرف لصالح تحسين الأداء؟ويشير إلى أنه يترتب على ذلك تعطل الأدوات المنزلية من ثلاجات ومكيفات وتلفزيونات شديدة الحساسية لا تتحمل الانقطاعات المتكررة، ويضيف :»من يعوضنا قيمتها لو خربت جراء الانقطاع المستمر؟ من سيعوضنا عن اللحوم والأطعمة التي تتلف داخل الثلاجات؟». من جهته أكد مدير القطاع الغربي لشركة الكهرباء المهندس عبدالمعين الشيخ أن هناك إجراءات تتخذها شركة الكهرباء حالياً لمواجهة فترة الصيف وما ينتج عنها من تحميل زائد على الكهرباء داعياً في نفس الوقت المستهلكين لترشيد الاستهلاك . وأضاف الشيخ: «لدينا جهاز متكامل لمواجهة حالات الانقطاع في أسرع وقت وإصلاح العطل فوراً وليس صحيح أن هناك أحياء بأكملها مقطوعة عنها الكهرباء وإن حدث انقطاع هذه الأيام فهي حالات فردية لمنازل محددة أو مربعات محددة نظراً لخلل طارئ يتم إصلاحه فوراً، وهناك رقم بلاغات على مدار الساعة لاستقبال الشكاوى والبلاغات عن أي أعطال كهربائية». وأشار إلى أن أقل تعرفة كهرباء في دول الخليج لدي المملكة وأن المبالغ التي يدفعها المستهلكون هي مبالغ رمزية ولا منطق في مطالبة البعض بتعويض جراء انقطاع الكهرباء بسبب عطل مفاجئ. ونفى المهندس الشيخ عدم تجاوب موظفين البلاغات مع المشتكين وقال: هذه الجهاز وضع لخدمة المواطنين ورقم البلاغات لاستقبال الشكاوى والبلاغات، ومن يجد عدم تجاوب من موظفين البلاغات يأتي إلينا وقلوبنا قبل مكاتبنا مفتوحة لخدمة الصغير قبل الكبير وكل مواطن له الحق في أن تصله الخدمة بيسر وسهولة ودون خلل، ويجب أن نتعاون جميعاً في هذا الجانب، وعلى المستهلكين مراعاة فترة الصيف والترشيد في الاستهلاك لما له فائدة على نفس المستهلك.