هناك ثمة أمور تحدث بالرياضة من بعض المشجعين أو المنتمين لها لا يلقون لها بالاً، وهي تحدث دون قصد خصوصًا في أثناء إقامة مباريات الدوري أوالنقاشات الرياضية، فتجد المشجع الفلاني يقول لصديقه أو زميله الذي يوافقه التشجيع أو حتى يشجع نادي منافس: أنا متشائم اليوم من نتيجة المباراة، وهذه العبارة الدارجة منتشرة بين المشجعين وهي تخالف النهج النبوي الذي يدعو للتفاؤل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل قالوا: وما الفأل؟ قال: الكلمة الطيبة).. رواه البخاري، فالتشاؤم إذا تغلغل في صدر الإنسان يجعله حزينًا كئيبًا وهذا فيه خطر على نفسه وقد نهى الشارع الحكيم عنه وحذَّر منه أشدَّ التحذير؛ ولا أبالغ إذا قلت: إن التشاؤم لدى بعض المنتمين للوسط الرياضي موجود، وخصوصًا بعض الجماهير فهناك من يتشاءم من لاعب معين إذا كان في الملعب ويشارك فريقه، وآخرون يتشائمون من أشخاص معينين إذا شاهدوهم تيقّنوا من الهزيمة مع أنه ربما أن فريقه يحقق الفوز، وهذه الأمور لا أكتبها اعتباطًا فأنا ابن الصحافة الرياضية وعشت في دهاليز الأندية في فترة من فترات عمري عندما كنت محررًا رياضيًا ولا زالت لي صلة بالرياضة والرياضيين، وأكتب من واقع تجربة عشتها في الوسط الرياضي ولا أقول فلان قال أو علان بل شيء لمسته وشاهدته، وهو يحدث بحسن نية دون معرفة للنهي الشرعي عن التشاؤم، وخصوصًا إذا كان مستوى الفريق الذي يشجعه غير مطمئن أو الفريق الخصم تعوّد أن يهزمه وهكذا دواليك، ولعل ما يميز بعض المنتمين للوسط الرياضي بعدهم عن التعصب في التشجيع، فتجدهم يلتقون في دوريات أو اجتماعات بمختلف ميولهم، وهذا أمر طيب يحد من التعصب، وتستمع بفكر بعضهم وغيرته على دينه وحبه للخير، وهذا أمر ملموس ومشاهد، وما جعلني أتطرق لهذا الموضوع في هذا المقال تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من التشاؤم وخطره على المسلم ولن أدخل في تفاصيل دقيقة للتشاؤم بل سأكتفي بالإشارة إلى بعض الأحاديث النبوية ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى ولا طيرة) رواه البخاري، فلا ينبغي للمؤمن بشكل عام أن يكون متشائمًا من أي أمر سواءً في الرياضة أو غيرها، بل عليه أن يكون دائمًا متفائلاً حَسَنَ الظن بربه فإذا سمع شيئًا، أو رأى أمرًا؛ ترقب منه الخير؛ وإن كان ظاهره على خلاف ذلك، فيكون مؤملاً للخير من ربه في جميع أحواله. نسأل الله أن يقي الجميع التشاؤم، وأن يأخذ بأيديهم لما يحب ويرضى.