تعدّدت في الآونة الأخيرة الكتابات ومرئيات الأدباء والمثقفين حول الأندية الأدبية في الصحف الورقية، وفي مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية، واغتدت الأندية الأدبية وما يدور فيها، وما يتعلق بها، وما يثار حولها مادة ثرّة تنهل منها الصفحات والملاحق الثقافية أخبارها وتحقيقاتها، وأقلام الكتبة موضوعاتها، وقد تنامت تلك الكتابات قبيل الشروع في الانتخابات، وفي أثنائها، وبعد الانتهاء منها. وآخر ما تناولته الصحافة، وتباينت حوله الآراء هو فشل الاجتماع الأول للجمعيات العمومية وعدم انعقادها في غير نادٍ أدبي، وقد اعترى بعض الآراء شيء من المبالغة والتهويل؛ كنعت الذين لم يحضروا الاجتماع بالخوَنة، والمطالبة بالنكوص عن الانتخابات والعودة إلى مرحلة التعيين.. بالرغم من أن عدم انعقاد الجمعيات العمومية، لاسيما في الدعوة الأولى إلى انعقادها، من الأمور الاعتيادية في أخرى المؤسسات حتى التجارية والمالية منها، ولذلك التجأتْ إلى عقدها بمن يحضر من الأعضاء بصفته حلاً عمليًا واقعيًا لمأزق عزوف الأعضاء عن الحضور. ولعل من أسباب كثرة الحديث عن الجمعيات العمومية وذلكم التهويل جِدّة التجربة الانتخابية، وثغرات لائحتها التنظيمية التي اتضحت عبر الممارسة العملية، وما حفّ الانتخابات من هجس بعد تحديد آلية التصويت، وارتياب بعد ظهور النتائج التي أسفرت عن دخول عديد من الأسماء إلى مجالس إدارات الأندية؛ من الذين لا ينتمون إلى الوسط الأدبي أو الثقافي، ولم تعرف لهم صلة بالأندية الأدبية، وليسوا من مرتاديها. وثمّة عديد احتمالات، وغير تأويل لعدم اهتمام الأعضاء بحضور اجتماعات الجمعيات العمومية لا يتسع المقام لسردها.. غير أن أخطرها تدنّي الوعي بالمسؤولية المنوطة بالجمعية العمومية، وعدم الإلمام الكافي بدورها وأهميتها. ومهما يكن من خلل أو خطأ أو ارتباك.. فلابد من الإشارة إلى أن تلكم ضريبة التمرحل الاعتيادية، ومن طبيعة التحولات؛ فنحن في فاتحة مرحلة انتقالية، وبداية تجربة جديدة؛ لم نعهدها، ولم نتشرّب بعد ثقافتها، وهي مطلب لجلّ أدبائنا ومثقفينا، ونقلة تتطلّب منا التروّي والأناة قبل الحكم عليها، كما أنها تنطوي بنهجها وطبيعتها على آليات كفيلة بتقويم وتصحيح ما يترتّب على ممارستها، بصرف النظر عن السبب، من انحراف أو أخطاء. --------- [email protected]