كم يتحدث الناس وكم يعقدون من دورات في فن التعامل مع الآخرين، ومع الجمهور، ومع الزوجة، وغير ذلك من المسميات، ولم نسمع في يوم من الأيام هذا العنوان: (فن التعامل مع الوالدين) مع أنه التعامل الحقيقي في هذه الحياة، والذي أريد أن أصل إليه جزء بسيط من فن التعامل مع الوالدين. وهي الهدية لأنها مفتاح من مفاتيح القلوب، ولها تأثير بالغ في النفوس وسبب جوهري في زيادة المحبة والألفة، وورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ تهَادُوْا تَحَابُّوا».. رَوَاهُ اَلْبُخَارِيُّ. فكم منا مُقصِّر مع والديه في تقديم الهدايا لهما، وكم أعجبني ذلك الشاب الذي يتعاهد والديه، فربما هدية بكلمة جميلة وابتسامة لطيفة تكون أجمل من القناطير المقنطرة من الذهب والفضة بإدخالك السرور على قلبيهما بتلك الهدية.. فالعبرة بالمعنى وليس المبنى. وكم تكون الهدية أجمل عندما تكون بشكل مستمر بين الأبناء ووالديهم، فلنتعاهدهما بالهدايا بين فترة وأخرى، فليست الهدية مقتصرة فقط على الأعياد، أو في المناسبات، بل تكون متواصلة ولتكن مثلاً ساعة أو جوال -فتارة تأتي بمبلغ من المال-، وهذا مما قد يغيب عن بال كثير من الأبناء ظناً منهم بعدم أهميتها، وهذه تخفى على الكثير يجب التنبه لها فكم للهدية من أثر في النفس، وكم نسمع عن هدايا الأزواج وأثره في إشاعة الحب بينهما، أما الهدايا للوالدين فهي من المهملات. ويجدر التنبيه أن الهدايا للوالدين لا شك أنها من أعظم الأعمال؛ لأن بر الوالدين واجب، ويتقرب الإنسان إلى الله ببره لوالديه أكثر من غيرهم. وأخيراً مذكراً فيا من والديهما على قيد الحياة فاشكر لله على ذلك، واعبده سبحانه وتعالى، وكذلك أشكر لوالديك أحياءً كانا أو أمواتاً، فإذا كان الأب والأم أحياء فاشكر لهما حسن صنيعهما معك، وتذكر لهما هذا الجميل، ولا تنساه أبداً، فمهما عملت للوالدين فلن توفيهما جميلهما معك. فلذلك يجب على الابن والابنة رعاية الأم والأب والشكر لهما وإظهار الحب والملاطفة. قال تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا، حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا، وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا، حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي، إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ). عبدالرحمن عبدالحفيظ منشي - رابغ