(أ) هل هناك فرق بين القاتل المأجور وجندي المارينز - على سبيل المثال؟ - كلاهما قاتل! - الأول يعمل لدى القطاع الخاص، والثاني يعمل لدى القطاع العام. - كلا منهما يحصل على المال مقابل إزهاق أرواح الآخرين. - كلاهما، تنفيذاً للأوامر، يقتل شخصاً لا يعرفه! وكيف يتم التعامل معهما: - الأول، بحكم القانون، يُعامل كمجرم.. الثاني، بحكم النظام السائد والشرعية، يُعامل كبطل. - الأول توضع القيود في يديه.. والآخر توضع النياشين على صدره. أحدهما يقتل خارج القانون، والآخر يقتل ضمن سياق القانون الذي اعتاد عليه الناس. كم من الأشياء البشعة في حياتنا وتدعمها شرعيّة ما، ونقبلها لأننا وجدناها بهذا الشكل؟ فتّش عن (القاتل) في داخلك! (ب) رجل أمن: المظاهرات ممنوعة لأنها حرام. رجل دين: المظاهرات حرام لأنها ممنوعة. (ج) خبر عاجل: براءة (الماء) من كارثة سيول جدة.. وإعلان اسم آخر الغرقى: الحقيقة! (د) قوة ما تجعل (الخطأ) أكثر حضورًا من (الصواب).. اللغة العربية، وبدلاً من الانحياز للصواب ضد الخطأ، تقبل ما هو قائم. بل أنها تبتكر عبارة ليتحوّل الوضع إلى قانون، وهي: (خطأ شائع خير من صواب ضائع). ترى، كم (خطأ شائع) مرّرته اللغة ليصبح جزءًا من ثقافتنا؟! (ه) اللهم امنحني العين التي ترى الحقيقة. والأذن التي تسمعها بشكل جيّد. واللسان الذي يقولها دون أن يتلعثم. واليد التي لا ترتجف عند كتابتها. (و) وجه الشبه بين الرصاصة المُصوبة بشكل متقن، والعبارة المُصوبة بشكل غبي: أنهما كلاهما يصيبانك في مقتل! (ز) انتبه لنفسك: أنت لا تجادل لكي تعرف الحقيقة.. أنت - في الغالب - تجادل لكي تخبرنا أنك الحقيقة ذاتها! [email protected]