اتفق نساء العالم على لغة البكاء على الوسادة، تجد المرأة ملجأها وتفريغ شحناتها اليومية على وسادتها. تشعر أن تلك القطعة المحشوة بالقطن والإسفنج قادرة على امتصاص حزنها وغضبها وحتى فرحها لا دموعها فقط. فتتحول هذه القطعة البيضاء مع مرور الأيام إلى الصفرة بسبب ما تحتويه من آلام وأفراح وأتراح. تغفى عينيها عليها وهي ما تزال مبتلة وتستيقظ في الصباح لتجدها جفت من الدموع والهموم والأحزان، فتستقبل يومها بنشاط وحيوية بعد إفراغها لما كان يملأ عقلها وقلبها على تلك الوسادة. لتعاود جمع نصيبها من اليوم من مشاكل العمل والمنزل والأولاد لترجع في نهاية اليوم إلى وسادتها الجافة لتبتلها من جديد. نأتي لوسادة الرجل التي تظل بيضاء ناصعة على مر السنين إلى أن يتكوم القطن في أركانها وتسبب له آلامًا في الرقبة فيغيرها، بعكس المرأة التي تغير وسادتها من وقت لآخر وباستمرار، لأنها تشعر أنها أصبحت غير صالحة للحشو بالمزيد من تقلباتها الحياتية. ليس معنى ذلك أن ليس للرجل ضغوطات أو هموم، بل من الممكن أن تفوق مشاكل وهموم الرجل المرأة، ولكنه يخشى التعبير عنها بالدموع لاختلاف ثقافة الرجال في البكاء. فمنهم من يرى دموع الرجال عيب أو دليل على الضعف وعدم القدرة على التحمل. ومنهم من يرى أن لا عيب ولا ضرر في بكاء الرجل، فهو دليل على رقة مشاعره وتفريغ للشحنات السلبية المتراكمة في داخله. بعكس النساء اللاتي توحدت لديهن لغة البكاء على الوسادة في العالم أجمع. أثبتت الدراسات أن الدموع عمومًا ودموع الحزن خصوصًا عبارة عن سموم، وإخراجها من الجسم يعتبر بمثابة تنظيف وغسل له من تلك السموم النفسية المتراكمة. لذلك يشعر الإنسان بعد الانتهاء من بكائه بالارتياح والسعادة؛ لأن الجسم تطهّر من السموم التي كانت تشعر الإنسان بالحزن وعدم الارتياح، ولكن بتراكم هذه السموم مع مرور السنين تبدأ في الظهور على الإنسان على هيئة أمراض عضوية ونفسية، لذلك أثبتت الدراسات أن أعمار النساء أطول من أعمار الرجال لتفريغهن المستمر للسموم في أجسامهن. مروج اللبان - جدة