يلتقي المنشدون في المحافل الكبرى الرسمية، أو في بعض المهرجانات وتكون معظم مقابلاتهم «رسمية» أو كما يسميها البعض «عملية»، فلا وقت لتبادل الآراء أو مناقشة بعض قضايا الانشاد والمنشدين، في مقابل ذلك نجد البعض يقوم بجهد شخصي يجمع المنشدين في لقاءات خاصة بعيدا عن الرسمية أو المصطنعة، وهذا ما حدث في الأسبوع الفارط حينما قام أحد المنشدين بمبادرة منه بجمع أكثر من عشرين منشدا في مكان واحد بلا صخب ولا رسمية .. السؤال القائم: ما مدى فاعلية هذه للقاءات بالارتقاء بفن الإنشاد..؟، وهل هناك نتيجة ناجعة لمثل هذه التجمعات الخاصة؟ « الرسالة» حاولت أخذ بعض آراء المنشدين في ضوء هذه الاستطلاع: بداية أوضح المنشد عبدالله الحميداني أن تلك التجمعات نقطة تحول كبرى في مجال الإنشاد فهي تساهم في تقوية صلة المنشدين وتزيد من إبداعاتهم ونشاطهم، وتساهم في خلق جو أخوي فيما بينهم، فالمجال الانشادي يفتقر لمثل تلك اللقاءات الأخوية الحميمية التي نرجو أن تكثف في المستقبل وتزداد ليس لأجل التقاء المنشدين ببعضهم البعض وإنما لأجل «الإنشاد» نفسه وتقويته وجعله منافسا قويًا. وبين الحميداني أنه عندما نلاحظ أهمية التلاقي بين المنشدين فإننا سنعرف أهمية تلك الأمور في تقديم كل واحد منهم خبراته وما اكتسبه نتيجة خبرته في هذا المجال، وبطبيعة الحال هذه المعلومات ستساهم في تبادل الخبرات والمعارف مما يكون لها أثرها الفاعل والشيء الإيجابي الطيب الذي نسى لخلقه بين المنشدين. ما بين السلبي والايجابي أما المهتم بالمجال الإنشاد والناقد الأستاذ نواف الطيب فقد كان له رأي مغاير حيث قال: تلك اللقاءات لها جانبان أحدهما إيجابي وآخرهما سلبي، فالإيجابي فيهما أن التقاء المنشدين فيما بينهم يساهم في تقوية خبرات المبتدئين في هذا المجال، وتلك النقطة الإيجابية في هذا الأمر، منوها بأن هناك نقطة سلبية وهي أن تلك التجمعات فقط للضجة الإعلامية دون أن تساهم في فائدة المنشد نفسه أو الحاضرين وهنا ستكون النقطة سلبية لا إيجابية، لأنها ستجعل البعض منهم يهتم في الشكلبيات فقط دون التركيز على الجانب والجزء الأهم وهو «المضمون». وبين الطيب أن مثل تلك اللقاءات يفترض أن تكون بتنسيق واسع ويحضرها كبار المنشدين ويكون جل الحديث فيها عن كيفية خدمة الإنشاد وليس فقط لتبادل الحديث الذي لا يساهم في رقي الإنشاد بشيء وإنما لحضور وسائل الإعلام فقط، فهذا الأمر يخلق جوًا قد يكون محببًا للجمهور في بداية الأمر ولكنه سرعان ما يتغير إن تكرر الأمر بشكل دوري دون وجود فائدة تذكر. خبرات مكتسبة أما المنشد عبدالسلام الوابلي فقد عبر بأن تلك اللقاءات مهمة جدًا لأنها تكسب كل منشد خبرات المنشد الآخر وهي جميلة جدا ففيها يتناقش المنشدون ويتبادلوا أطراف الحديث النافع البناء الذي يخص المجال الإنشادي فيما بينهم، مع إمكانية التعاون المستقبل والمشترك للمنشدين في بعض إصداراتهم. وبين الوابلي أنه بطبيعة الحال لا يمكن أن تكون تلك اللقاءات محل خسارة فهي ناجحة بكل ما تعنيه الكلمة وما قام به الأخوان في المنطقة الغربية خطوة وبادرة جميلة لو أنها عممت على مستوى المناطق ستكون نقطة تحول جميلة وأرجو من الجميع الاقتداء بتلك الفكرة والعمل عليها والسير على خطاها. .. و«الرسالة» حضرت.. وسجلت.. ورصدت أكثر من عشرين منشدًا جمعهم منشد واحد بادر المنشد مجاهد شجاع عضو مجموعة النور مساء الأسبوع الماضي لعقد تجمع لكبار المنشدين، وقد حضر تلك الليلة ما يزيد عن عشرين من كبار المنشدين من أمثال» إبراهيم النقيب، فيصل لبان، علي أبو زيدة، عبدالله الشلوي، ماهر الوزاب، جهاد اليافعي، هاني حميد، عبدالله هزازي، سامي الشيخ، الزبير سنيور، أنس أبو الخير، أسامة غانم» إضافة إلى العديد من الأسماء الأخرى. و» الرسالة» كانت من ضمن الحضور حيث حاولت أن تسجل بعض مما دار في ذلك المساء وقد كانت البداية مع صاحب الفكرة المنشد مجاهد شجاع الذي بين أن الفكرة أتته عندما لاحظ أن معظم تجمعات المنشدين تكون في المحافل الكبرى غالبا ما تخلو من العلاقات الإنسانية بحكم طبيعة تلك القاءات، فحاولت زيادة خلق جو من الأخوة بين المنشدين . ومن جهته قال رئيس فرقة البحارة الجسيس فيصل لبان أن تلك البادرة التي أقامها المنشد تهدف لخلق جو من المتعة والتعارف الحقيقي فيما بين المنشدين. أما المنشد إبراهيم النقيب فأوضح بأن تلك الخطوة تصب في مصلحة المنشد لأنه دوما ما يبحث عن الالتقاء مع زملائه في مناسبات غير رسمية يستطيع من خلالها أخذ وتبادل الحديث معهم . ومن جانبه قال رئيس فرقة باب البلد للفنون الشعبية المهندس أسامة أبو الخير إن ما حدث مؤخرا في مدينة جدة من اجتماع كبار المنشدين نقطة جميلة في هذا المجال مع أمنيته بأن تتوسع في المستقبل القريب، مبينا أن فكرتها على المنطقة الغربية هي رائعة وذلك لسهولة ضم أهل تلك المنطقة بجلسة في فترة بسيطة وفي حال توسعها لتصبح ذات مساحة جغرافية أكبر فهذه أيضا ميزة ويجب التفكير فيها.